الأحد، 20 مارس 2011

ياهم كبير عندي ربي اكبر

هكذا هي الدنيايحكى أن رجلاً تكالبت عليه المشاكل من كل جانبوأصبح مهموماً مغموماً، ولم يجد حلاً لما هو فيه..فقرر أن يذهب إلى أحد (الحكماء)لعله يدله على سبيلٍ للخروج من الهم الذي هو فيهوعندما ذهب إلى الحكيم ..سأله قائلاً:أيها الحكيم لقد أتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم فأرشدني؟فقال الحكيم بعد أن نظر في وجه ذلك الرجل:أيها الرجل سأسألك سؤالين وأُريد منك إجابتهمافقال الرجل: اسأل؟فقال الحكيم: أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل؟قال الرجل: اللهم لا..فقال الحكيم: هل ستترك هذه الدنيا وتأخذ معك تلك المشاكل؟قال الرجل: اللهم لا..فقال الحكيم: أمرِ لم تأتِ به، ولن يذهب معك .. الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم فكن صبوراً على أمر الدنياوليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرضيكن لك ما أردت فخرج الرجل منشرح الصدر مسرور الخاطر مردداً:أمر لم تأت به ولن يذهب معكلا يستحق أن يأخذ منك كل هذا الهم



قال الشافعي:دع الأيام تفعــــــــل ما تشــاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاءولا تجــــــــزع لحادثة الليالي ..... فما لحـــوادث الدنيا بقـــــاءهذه القصة أرسلت لي بالأمس عبر بريدي الإلكترونيوكأن صاحبها يعرف أحوالي الدنيوية في الفترة الحاليةوبأني أنا السبب الرئيس بما حصل لي بحسن نيتي وثقتي الكبيرة في الناسولقد أثرت القصة في نفسي كثيراًوأبكتني من الألم الذي يعتصر نفسيولكنها كانت بلسماً وتنفيساً لي من أمور الدنيا الفانيةالتي أصابتني في مقتللأني أعيش في زمن المادةوصاحب القصة يعيش في زمن البسطاءهذا الرجل البسيط اقتنع بحلول الشيخ:لأنه وجد العلاج الناجحفلا توجد في هذه الحياة أية منغصات (لا صغيرة، ولا كبيرة)إلا ولها حل حتى وإن لم يكن في أيدينا الحل حاليا!!لكن هو بيد من يدبر الأمور ويقدر المقادير إنه الله ربي .....إذا لسنا مجبورين بتضييع أوقاتنا بالتفكير في مشاكلنا وهمومنا مادام أنها ستذهب عنا لا محالةومثلما أتينا إلى هذه الدنيا بإرادة ليست لنا ..فإن الهموم قد أتت بإرادة ليست لناوسنرحل عن الدنيا بدون مشاكلنا وهمومنافلا نجعل سعادتنا مشروطة بزوال جميع مشاكلنا، فهكذا هي الدنيا ولابد أن نوقن فعلا أننا لسن مخلدينولا شيء يستحق منا التفكير وطول الأمل في الحياةالتي فيها الكثير من المشكلات والعقباتوحتى نعيش حياتنا بسعادة وهناءلا يجب أن تكون المشاكل هي اهتماماتنا الكبرىوالحياة تستمر بخيرها وشرها وإن لم تتوافق مع رغباتنا وحاجاتنابل علينا أن نتعايش معها بالصبر والرضا بالقدروالشكر والحمد لله على كل نعمة تصل إلينا..ولتكن نظرتنا إلى الحياة بنظرة إيجابية وهي من تحول الآلام إلى آمالوالأنات إلى ألحان ونغمات..


ومضة:" لا تقل يا رب عندي هم كبير .. ولكن قل يا هم لي رب كبير "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق