الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

قصة كتائب القذافي


قصة كتائب القذافي....أحمد منصور

الدفاع المستميت لما يسمى بـ«كتائب القذافى» فى ليبيا حتى آخر رجل، يلقى
علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول المكونات الأساسية لرجال هذه الكتائب، والأسباب التى تدفعهم إلى القتال فى معركة خاسرة حتى الـنهاية بعد سقوط القذافى ونظامه، شغلنى الأمر كثيرا وأنا أجوب أحياء العاصمة الليبية طرابلس، وكذلك أحياء مدينة بنغازى التى اندلعت منها الثورة، والمعسكر الكبير للكتائب الذى كان يحتل مساحة كبيرة فى المدينة وكان كالقلعة الحصينة، حيث دمره الثوار بعد الاستيلاء عليه وأزالوا مساحة شاسعة من أسواره، فلم أكن معنيا بما هو منشور عن الكتائب بقدر ما كنت معنيا بمعرفة ما يُتداول وراء الكواليس عن الكتائب ومكوناتها. السيرة الذاتية لاثنين وأربعين عاما من حكم معمر القذافى لليبيا تظهر رجلا سوداوى النفس والقلب يكره الشعب الليبى من قلبه، لم يترك صفة من الصفات البذيئة والكريهة لم يرم بها شعبه فى خطابات معلنة، حيث وصفهم بأقذع الأوصاف، ولعل جولة يقوم بها أى زائر حتى إلى العاصمة طرابلس ليرى الشوارع المقفرة والإهمال المتعمد للشعب الليبى. أما فى المدن الأخرى والقرى فإن الفقر والعوز والفاقة وكل مظاهر البشاعة فى الحياة تتجلى واضحة فى حياة الناس، فى بلد لا يزيد عدد سكانه على سبعة ملايين، ويعد واحدا من أغنى دول العالم ليس فقط بالنفط، وإنما بموارد الطبيعة الخلاقة الأخرى، فالمناطق الشرقية فى ليبيا زاخرة بالآثار الرومانية القديمة والشلالات والأنهار الصغيرة والمناطق الخضراء، ولعل الجبل الأخضر يعكس حجم النعم الكبيرة التى تنعم بها تلك البلاد الشاسعة. بالنسبة إلى المشرق أغرق القذافى المنتجع الرئيسى لأهل بنغازى وهى بحيرة بنغازى بالمجارى، حيث فتح عليها مصارف الصرف الصحى طوال ما يقرب من ثلاثين عاما، فتحولت إلى مرتع للأمراض والروائح الكريهة التى دمر بها حياة الشعب، كما أزال كل المبانى والقصور القديمة التى تدل على العصور الزاهرة قبله وأبقى القليل منها، أما الزراعة فقد أهملها ودمرها، ولم يوجه الأموال لرفاه شعبه وإنما لدماره، ولأن الليبيين أهل نخوة وعزة فقد قامت ضد القذافى عشرات المحاولات الانقلابية والانتفاضات فكان يئدها بدموية لا نظير لها، كم أعدم من الطلاب داخل حرم الجامعات أمام زملائهم، وكم أعدم من العسكر داخل الثكنات، وكم أعدم من كل فئات الشعب المختلفة فى الساحات والميادين، وكان يصف الخارجين عليه بـ«الكلاب الضالة»، ولعل جريمة سجن أبو سليم التى قتل فيها أكثر من ألف ومئتين وستين سجينا وهم عزل خلال ساعات عام 1996، دليل على البشاعة والدموية التى كان يتميز بها القذافى، هذه الوسائل السادية جعلت القذافى يفكر فى النوعيات التى يستخدمها لممارسة هذا القمع وهذه الدموية، فاختار من بين القبائل الليبية من هم أكثر ولاء له سواء من قبيلته أو من القبائل الأخرى، وأغدق عليهم الأموال والامتيازات لكن هذا لم يكن كافيا، لأن هناك من كان يعارضه أيضا داخل هذه القبائل، وهناك من كان يرفض أن يتحول إلى قاتل لأبناء بلده، فاهتدى إلى الأسلوب الأقذر الذى كانت تستخدمه الأنظمة الشيوعية البائدة ومازال يستخدم حتى الآن فى كثير من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو المجىء بالأيتام من الملاجئ وإدخالهم فى مقتبل عمرهم إلى محاضن عسكرية خاصة، وتنشئتهم على الولاء المطلق بطريقة تجعلهم لا يرون من الدنيا سوى صورة الزعيم أو ما يريده، وترسخ لديهم الكراهية الشديدة لكل ما سواهم من البشر، حتى إنهم يكرهون أنفسهم، وما عليهم سوى أن يقوموا بتنفيذ كل ما يصدر إليهم من أوامر، فيعاملون كمنبوذين لا أهل لهم وينشؤون على كراهية البشر، ويتم إغراقهم فى الشهوات والملذات وإبعادهم عن كل ما يمت للإنسانية من أخلاق ومواصفات، ولأن ليبيا لم تكن كافية لتحقيق رغبات القذافى بأعداد كافية من هؤلاء الذين عادة ما يكونون من اللقطاء كان يتم جلبهم من الدول الإفريقية ومن أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية وأنحاء متفرقة من العالم، ولأنه يجب أن يكون هناك غطاء لهؤلاء فقد كان الغطاء عبارة عن مؤسسات أيتام دولية أسسها القذافى لتقوم بجلب هؤلاء إلى ليبيا على أنها ترعاهم، وكانت تفاصيل كل هذه العمليات سرية للغاية، وكان يُجلب هؤلاء إلى تلك المحاضن، ويقوم رجال مدربون جلبهم القذافى من أنحاء الدنيا لإعداد هؤلاء ليكونوا خط الدفاع الرئيسى لرجل كان يكره شعبه، ويعرف أن شعبه يوما ما سيثور عليه ويجلبه إلى ساحة العدالة، ومن ثم يجب أن يكون لديه جيشه الخاص الذى يدافع عنه إلى آخر رجل، نجح القذافى بشكل كبير فى تحقيق مراده، ولأنه كان يعبث بكل شىء فقد نسب هؤلاء اللقطاء الذين جلبهم من أنحاء الدنيا إلى القبائل الليبية الأصيلة، وأصدر لهم الشهادات والوثائق التى تدل على الهويات الجديدة التى منحها لهم، وجعلهم ينخرطون بالدرجة الأولى فى كل الجهات الأمنية والعسكرية وأنشأ لهم كتائب خاصة، جعل لكل واحد من أولاده كتيبة تخصه وجعل الكتيبة الكبرى وهى كتيبة «محمد» كما كان يطلق عليها هى المسؤولة عن حماية مقره الرئيسى فى «باب العزيزية»، سلحها بأقوى الأسلحة والمعدات وجلب لها أعتى المدربين، ومع ذلك انهارت فى النهاية كما تنهار بيوت الرمال أمام موجات البحر الجارفة. حدثنى أحد قادة الثوار فى بنغازى أنهم فوجئوا بكميات هائلة من الخمور وحبوب الهلوسة والفياجرا فى المعسكرات التى سقطت فى أيديهم فى البداية، مما يعنى أن اللهو والمجون كان هو العنصر المسيطر على ولاء الكتائب للنظام. روى لى أحد الليبيين أنه كان يعذب فى سجون القذافى فناشد الجندى الذى يعذبه قائلا له «لا تعذبنى يرحم والديك فأنا إنسان مثلك»، فرد عليه الجندى الذى يعذبه قائلا« ليس لى والدان»، فهذه صورة تبين نوعية هؤلاء اللقطاء الذين جلبهم القذافى ليعذب ويقتل بهم الشعب الليبى، ولعل هذا يُميط اللثام ويجيب عن تساؤل طالما يدور فى أذهان الناس: من هم كتائب القذافى؟ ولماذا يقاتلون بهذه الشراسة؟ ولماذا يدمرون فى ليبيا ويقتلون الشعب الليبى بهذه الوحشية؟ لقد انتهى القذافى كحاكم طاغ مستبد وانتهت كتائبه وسيذهبون لمزبلة التاريخ، لكن التحديات التى أمام الشعب الليبى ليعيد بناء بلده مرة أخرى تحديات كبيرة تحتاج إلى وعى ورؤية وعزيمة فى بلد يملك من المقومات الطبيعية والجغرافية والسكانية ما يجعله مع جيرانه، لا سيما مع مصر وتونس والجزائر يشكل قوة تعيد المجد إلى شمال إفريقيا، وتجعله موازيا لجنوب أوروبا من حيث النمو والنهوض والعطاء الإنسانى، وإعادة المجد والعز للأمة.

احمد منصور

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

حقد الجمل


  حقد الجمل ..!
هل تعلم أن الجمل ( البعير ) هو احقد حيوان على الأرض وانه يكتم الغيض ( الغضب ) اللذي فيه سنين حتى تأتيه الفرصة للانتقام
من أسباب حقد الجمل ( البعير ) على الإنسان سوء المعاملة والضرب المستمر بقوة فيتحول الجمل من الحالة الطبيعية إلى الحالة الهستيرية الذي يخرج بها عن نطاق حياته العادية ويصبح هدفه الوحيد الإنتقام من الذي ضربه
ويجلس يراقب وينتظر الفرصة والحقد في عينيه
وسبحان الله ملاك الإبل يعرفون عن حقده الكثير وخاصة في وقت الهياج
الحقد الذي في الجمل يفوق كل حيوانات الأرض
وقالوا إن الجمل لا ينسى من يسيئ معاملته حتى وإن مرت سنين
وقالوا يصل حقد الجمل إلى ( 10 ) سنوات
فقالوا لا غدر مثل غدر البحر ولا حقد مثل حقد الجمل ) 


قصة قديمة عن حقد الجمل 
غضب صاحب إبل يوماً على جمله فقام بضربه ضرباً شديداً ومن خبرة ذلك الرجل عرف أنّه لن ينجو من حقد البعير ولا من غدره حتى من نظرات البعير
( أصحاب الإبل يعرفون طبائعها ورغباتها حتى في الانتقام )
فقام مسرعاً ببيعه لإحدى القبائل
ومرت عشر سنين كاملة والبعير من صاحب إلى صاحب ومن قبيلة إلى قبيلة ومارس ذلك الرجل حياته العادية وفي يوم من الأيام وهو في سفره مر بقبيلة من القبائل الذين هبوا لإكرامه وإستضافته ونصب خيمة خاصة به يأتيه فيها الطعام والشراب وينام فيها مرتاحاً من عناء السفر
وأثناء النهار رأى صاحبنا هذا ( جمله القديم ) ورأى الجمل صاحبه القديم ( وعرف كل منهما الآخر )
وحينما جاء الليل وانصرف كلٌ لخيمته
قام صاحبنا بعمل عجيب وغريب أخذ يجمع الرمل والأحجار والأحجار الرملية داخل خيمته وخلع ملابسه كلها وحشاها بأحجار الرمل والأحجار والرمل ( كل الملابس حتى غطاء الرأس ) وهرب عارياً تماماً ليدبر أمره فيما بعد
وفي الليل قام البعير بتقطيع كل خطام أو تعقيل وجاء إلى ( الكوم الرملي ) وبرك عليه وصار يطحن ويطحن بنحره ومبركه ممزقاً الملابس وكل شيء تحته حتى إطمأن البعير أنّه قضى عليه بالضربة القاضية
وتمر السنين تلو السنين ويمر صاحبنا بأحد الأسواق فإذا هو ينظر إلى جمله والبعير ما إن وقعت عيناه على صاحبنا هذا إلا والبعير يسقط وقد فارق الحياة حزناً وكمداً-


الاثنين، 10 أكتوبر 2011

عبدلله وليم حرام يابلدي


 |..  عبدالله .. وليم ... حرام يابلدي   ..|
 من الفاضل: محمود القويحص
 د. فهد بن عبدالعزيز السنيدي 
 لا أحد ينكر أهمية الإبتعاث في نهضة بلادنا ولا أحد يقول إننا لم ولن نستفيد من الغرب .. بل الإنصاف أن نقول إن الغرب قدم للحياة حضارة كبرى لم نكن لنصل إليها في واقعنا المعاصر ولا بعد مئات السنين,, ومع هذا فإن الامم التي تبتعث أبناءها إنما تبعثهم ليعودوا بناة لوطنهم مسهمين في نهضته فهي تسعى لهذا الابتعاث من أجل تحقيق مصالحها وليس من أجل تحسين صورتها أو ردة فعل لحادث معين فتقوم بالزج
بأبنائها كيفما اتفق دون ترتيب أو حساب حتى إذا رأت النتائج المحزنة بدأت في إعادة حساباتها ولات ساعة مندم.
 
لقد تشرفت بزيارة عدد من ملتقيات المبتعثين السعوديين (النادي السعودي) في أغلب ولايات كندا فسررت كثيرا لشباب عامل باذل يحرص على اللقاء بأبناء وطنه كل جمعة من أجل تحقيق التواصل والتأكيد على إبراز الصورة الحقيقية للشاب المسلم وهو ما رأيته بحمد الله من المبتعثين لدراسة الطب والهندسة والنفط والفيزياء وغيرها ممن اكملوا دراسة البكالوريوس في بلادهم وحضروا لإكمال الدراسات العليا في
الغرب .
ولكن من أين ابدأ لأسرد قصة عبدالله الشاب ابن التسع عشرة سنة الذي تخرج من بلدته في السعودية بين أهله وذويه وهو لايعرف من أمور الحياة أي شيء .. كان يرى أن شرب السيجارة خطيئة كبرى ليس بعدها خطيئة, وكان لايعرف في الحياة من النساء إلا محارمه أو الصور التي يختلس النظر اليها في الشاشات والمجلات..

عبدالله شاب تخرج من الثانوية وأكرمته بلده بالالتحاق بالبعثة إلى ..... ليس الرياض التي ماراَها إلامرة أو مرتين ولاجدة التي يسمع عنها؟؟؟
بل إلى كندا!!!
إلى حيث شواطىء العراة في فانكوفر والملاهي الليلية في تورينتو والقيرل فريند في المعاهد...
عبدالله خرج من أرضه بلا أي رصيد من التحصين وزجت به وزارة التعليم إلى هناك ليعود إلى بلاده إن عاد عاملا باذلا , لكن عبدالله أصيب بذهول فهو يسكن مع عائلة لاتعترف بشيء من قيمه التي جاء بها مهلهلة مكسرة ولابشيء مما تعلمه في دراسته..

( تلقينا لايقينا ) عن الأخلاق الإسلامية والقيم العظيمة لهذا الدين والرسالة التي يجب أن يحملها !!
عبدالله أنتقل إلى المعهد المختلط الذي تدرس فيه فتاة فاتنة من
المكسيك وأخرى من ألمانيا وغنوج مدلعة من السامبا البرازيلية ورابعة من تشيلي ولك
أن تكمل المشهد.

عبدالله يستلم مبلغا مجزيا من دولته لإكمال ابتعاثه وتشترط عليه فقط أن يكون حضوره
في المعهد وتقارير المسؤولين في المعهد مطمئنة لضمان تحصيله ..

عبدالله يعيش الان ذهول الطفولة وفزع المراهقة وشرود الشباب فهو يحرص على كرمه الحاتمي ليتكفل
بدعوة تلك الفتاة المكسيكية الجميلة لسهرة في ارقى الملاهي الليلية ويصرف من مكافأته لارضاء طموح جميلات المعهد.. عبدالله عاش هنا ولكنه كره هناك؟؟؟

وفي ليلة محزنة قرر عبدالله تغيير اسمه إلى وليم وتغيير دينه وتعليق الصليب على رقبته وهي القلادة الجميلة التي تلبسها صديقته كما قرر أن يلغي الكلام باللغة العربية ويرفض أن يصرح باسم بلده ؟؟؟ عبدالله شاب وسيم حلق شعر رأسه بشكل غريب ولبس من الملابس المخيفة وعلق على صدره قلادة فضية , حاولت الجلوس معه ولكنه اشترط علي أن لا أتكلم بالعربية فهو لايحبها, واشترط أن لا اذكر له اسم بلده ولا أعيد له أي ماض أسود عاشه ( حسب تعبيره ) لم استطع أن اكمل الحوارلأنه يرفض أي طريق مفتوح له وربما قام وتركك!!

ليس عبدالله ... اَسف وليم ..صورة واحدة نشاز تدعونا إلى القول ( لاتضخموا الامور) لا وألف لا .. نحن نخاف على عبدالله وعلى جميع ابناء وطننا الذين امتلأت بهم شوارع فانكوفر كما يقول الكاتب والطبيب الفلسطيني هاني التباع حيث قال لي في لقاء مع بعض العرب الكنديين( أنا هنا منذ أكثر من عشرين عاما واتمتع بكل مايتمتع به المواطن الكندي وزوجتي كندية مسلمة محجبة ولنا مسجدنا ولقاءاتنا المتكررة ..

لكن ماشاهدناه في السنوات الاخيرة كان مزعجا من ابنائكم الذين بزوا اقرانهم الكنديين في
اللباس والموضات وتخريم الانف والأذن وغشيان الاندية الليلية والبعد التام عن كل ماله علاقة بالدين الاسلامي وبعضهم يلبس القلادة وربما عليها الصليب تلبية لدعوة صديقته وهذا اصبح مشاهدا في السنوات الأخيرة بشكل مخيف ) قلت له : يادكتور هل هم كبار السن أم صغار السن ؟ قال ( كبار السن من زملائنا الاطباء نعرفهم قبل عشرات السنوات ممن يأتون باهلهم وتستقر أحوالهم هم كبار متزنون بعيدون عن هذه الامور,,,
ولكن ماحصل الان صادر عن الشباب الاغرار ابناء التاسعة عشرة والعشرين )

وأما الفتاة الصغيرة التي رميت مع زميلاتها لتكمل دراستها هنا فهي مأساة أخرى أخشى أن يقال إني مبالغ لو ذكرت لكم شيئا مما شاهدته وسمعته من مسؤولي النادي السعودي في أغلب مدن كندا ؟
يابلدي الغالية.. إنهم أبناؤك.. إنهم فلذات الأكباد.. إنهم رجال المستقبل.. لاتقذفيهم
في اليم لأنك لابد أن تخافي وتحزني إذا عادوا إن عادوا وهم يحملون فكر وليم وتفلت
ساره !!
يارب احفظ أبناء بلادي وأبناء المسلمين ليكونوا مشعل حضارة حقيقية لأمتهم
...................
 كندا
الاثنين 28 رجب 1430
20 يوليو 2009