الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

كيف تكون سعيدا







 















بسم الله الرحمن الرحيم


خل عنك الرياضيات !! والأرقام


الحين بالله .. العمر, الوزن ، الطول .. ماهي بأرقام ؟!! وش لك فيها ؟!


لاتحسبها وتقول انا كبرت !!


خلي الطبيب هو اللي يحسبها .. انت مالك دخل ..


أجل وليش ندفع للطبيب .. ويجمع الفلوس على قلبه ! خله يشتغل ويحللها !


بالعربي : ل ا .. ت ح س ب .. ع م ر ك .. !



صاحب الأصدقاء اللي يحبون الوناسة ووساعة الصدر






ياخي أصحاب الهم والغم واللي يتذمرون يجيبون لك الغثا وضيقة الصدر !!


أبتعد عنهم !


( ملاحظة لك : اذا شفت ربعك ابتعدوا عنك .. حط ببالك انك من النوع الثاني .. اللي يحوم الكبد ! )






::


























لاتتوقف عن التعلم














تعلم الكمبيوتر ،الحرف اليدوية ، الزراعة ، أي حرفة .. أي شغلة ! بس تعلم !!


لا تعطل مخك أبداً .. خليه دايماً شغال !


المخ الفاضي .. مصنع لتكوين الزهايمر !


استمتع بالأشياء البسيطة




استمتع بكل شي تشوفه .. بأكله حلوة تحبها .. بصوت عصفور عجبك .. باجتماع عائلي حميم .. بمنظر الغيوم .. أي شي ..!


عيش اللحظة الحلوة واستمتع بها ..


ليش تكدر صفو اللحظة الحلوة اللي انت عايشها .. بتذكر الهم اللي صار لك قبل يومين !! والله انك مو وجه نعمة !






::




أضحك ضحكة قوية ومن قلب



أطلق ضحكة طويييلة و بصوت عالي ( طبعاً مع اصدقاءك .. والا يخرب البرسيتج ) ..


ضحكة تخليك تاخذ نفس عميق ..تحس معها أن كل الأكسجين اللي بالعالم دخل في كامل رئتيك !!


واذا عندك اصدقاء مرحين وتضحك معاهم على طول .. استغل الفرصة واقضى معهم أطول فترة ممكنة ..



الدموع لابد منها














تحمّل .. احزن .. و .. عدّيها !!


الشخص الوحيد اللي يستمر معاك طول حياتك هو ' أنت ' ! فلا تحمله ما لا يطيق من الحزن طول حياته !


عيش حياتك دامك عايش !!




خلي دايماً الأشياء اللي تحبها حواليك ..و تحيط بك














سواء كانت عائلة .. حيوان أليف تحبه .. نبته ترعاها بنفسك .. هواية .. وات افر ' أي شي '!


بيتك .. هو ملاذك الوحيد .. فأجعله مأوى للاستمتاع ..




صحتك














إن كانت ممتازة .. أحمد ربك .. و حافظ عليها ..


وإن كانت غير مستقرة .. حسنها .. واهتم بها اكثر ..


وإن لم يكن بوسعك تحسينها .. اطلب المساعدة ..






::






































لاتذهب في رحلات ' لوم الذات والإحساس بالذنب ' مع النفس














بل اذهب إلى رحلات للسوق .. للبر .. سافر .. اذهب لمكان فيه سعادة لك .. ولكن إياك ورحلات جلد الذات !






::


























قل للأشخاص اللي تحبهم .. انك تحبهم .. في أي وقت وبكل وقت تسنح الفرصة














ستندم كثيراً .. إن رحل عنك شخص للأبد ولم تقل له بانك تحبه














































العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار...










والعقول المتفتحة تناقش الأحداث...






والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس...




















الخميس، 23 سبتمبر 2010

لبيك ياأماه

لبيك يا أماه



صالح بن عواد المغامسي


ما يتولى كِبره بعض «الشيعة» اليوم من القدح والذم في عرض أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وعن أبويها- يثبت أن هذا الطريق المظلم والمعتقد الفاسد إنما يُسقى بماء الحقد، ويذكى برياح الضغينة، ولسنا هنا بصدد الحديث عن فضائل أم المؤمنين فإن العرب تقول: وليس يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل وحسب أم المؤمنين شرفًا وفخرًا وذكرًا أن يعلم أن الصدّيقة مريم اتّهمت من قبل في عرضها فبرأها الله على لسان نبي، وأن الصديق يوسف اتُّهم في عرضه، فبرأه الله على لسان صبي، وأن عائشة -رضوان الله عليها- اتهمت في عرضها فبرأها الله في كتاب منزّل من فوق سبع سموات، لتحفظ براءتها في الصدور، وتُتلى في المحاريب، ولتكون قدوة للعفيفات، ورمزًا للمبرآت الطاهرات. لكننا هنا نخاطب أولئك الأباعد بتساؤلات لتقوم الحجة وتتضح المحجة.. فنقول: * أأنتم أعلم أم التابعون؟ وقد كان مسروق -رحمه الله- إذا حدث عن عائشة قال أخبرتني الصادقة بنت الصدّيق حبيبة حبيب الله. * أأنتم أعلم أم الصحابة، وقد كانوا -رضي الله عنهم- يتحرون بهداياهم يوم عائشة طلبًا لمرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. * أأنتم أعلم أم أمين الوحي جبريل عليه السلام وهو يبعث سلامه إليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. * أأنتم أعلم أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام). وقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يموت عليه الصلاة والسلام وقد أسند رأسه إلى سحْر عائشة ونحرها. مات عليه الصلاة والسلام في يومها وفي حجرتها. فماذا بعد حكم أحكم الحاكمين، واختيار رب العالمين؟! أيصدق مؤمن تقي منصف بعد ذلك ما تفترونه من أقوال، وما تحملون كبره من أباطيل؟!. وليعلم أن مَن تولى أم المؤمنين عائشة بنت الصديق، وأحبها وذاد عنها وعن عرضها فهو من المؤمنين حقًّا. ومن لم يتولّها وعاداها فهو في ضلال مبين. ومن ولغ في عرضها، وفرح بموتها، وجعله عيدًا للبراءة فعليه لعائن الله متتابعة تترى إلى يوم الحسرة. واسأل الله بعزته ألا يرحم في تلك الأجساد ولا حتى مغرز إبرة. هذه كلمات لابد منها في ساعة كهذه، وقد قال الله تعالى: «وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ».


الرابط الجديد لموقع الأسلام سؤال وجواب

طاب الخاطر



إظهار التفاصيل 01:48 م (قبل 9 ساعة)




اللهم من أراد بديننا سوء فأشغله بنفسه اللهم آمين


الدال على الخير كفاعلة


ومن كتم العلم ونشره أغلاق مثل هذه المواقع يا من بيده الحل والربط


اتق الله واعلم أنك مسئول




مواقع الليبرالية والعلمانية والرافضة يروج لها


ومواقع العلم والدعوة على منهج السلف يركز عليها


حسبنا الله ونعم الوكيل



لاستظلال تحت ظلاله الوارفه وعلومه النافعة




هــــــنـــــــــــــــــــــا.


فيارباهـ نوَّر درب من أخذته منه.و من قال آمينا.






--

الأحد، 19 سبتمبر 2010

لما ظلموا

لمّا ظلموا



أ.د. ناصر العمر
6/10/1431 هـ



thequran_0_0.jpg الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد عليه وعلى آله أزكى صلاة وأتم تسليم أما بعد، فقد قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً} [الكهف: 59]، وذلك بعد أن ذكر عز شأنه أنه لا أظلم ممن ذكر بآيات ربه الذي امتن عليه بأنواع النعم، ثم أعرض عنها وبين أنهم بذلك قد استحقوا العذاب العاجل، لكنّ ربك الغفور ذو الرحمة جعل لهم موعداً، وأمهلهم وأملى لهم، بيد أن موعدهم لابد آت، كما أتى الموعد على كثير من القرى التي لم ترعوِ فكان هلاكها بظلم أهلها.



"فقال تَعَالَى ذِكْرُهُ: (وَتِلْكَ الْقُرَى) مِنْ عَادٍ وَثَمُودَ وَأَصْحَابِ الأَيْكَةِ أَهْلَكْنَا أَهْلَهَا لَمَّا ظَلَمُوا، فَكَفَرُوا بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ، (وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا)، يَعْنِي مِيقَاتًا وَأَجَلاً، حِينَ بَلَغُوهُ جَاءَهُمْ عَذَابُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِهِ، يَقُولُ: فَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِهَؤُلاَءِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قَوْمِكَ يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِكَ أَبَدًا مَوْعِدًا، إِذَا جَاءَهُمْ ذَلِكَ الْمَوْعِدُ أَهْلَكْنَاهُمْ سُنَّتَنَا فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ ضُرَبَائِهِمْ"، قاله ابن جرير.

وقال صاحب التحرير: "الإشارة بـ{تلك} إلى مقدر في الذهن، .. والعرب يعرفون ديار عاد وثمود ومدين ويسمعون بقوم لوط وقوم فرعون فكانت كالحاضرة حين الإشارة.." و"إِنَّمَا أُشِيرُ بِهِ لَهُمْ لِأَنَّهُمْ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا فِي أَسْفَارِهِمْ، كَقَوْلِهِ: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الصافات: 137 - 138]، وَقَوْلِهِ: (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) [الحجر: 76]، وَقَوْلِهِ: (وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ) [الحجر: 79] ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ" .


وقوله تعالى: (لمّا ظلموا) إجمال لسبب هلاكهم، فسبب الهلاك على سبيل الإجمال هو الظلم، ومن أولاه بالدخول في دلالة هذه الآية بعض من أجناسه المبينة في سياق الآيات قبلها: (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه...)، فمن أعظم الظلم الإعراض عن شرع الله والتنكر له والتخلي عنه، ومنه كذلك اجتراح المنهيات والتغافل عنها، فهذا النوع من الظلم داخل في مدلول الآية كما أن ثمة أنواع أخرى فصلت في القرآن الكريم.


وقد ذكر بعض المفسرين أن الظلم هنا هو الشرك، وذكر آخرون أنه الكفر، وهذا كذلك تفسير مجمل، فإن الظلم أنواع والكفر كذلك أنواع، وإنما أجمل لأن الأنواع مختلفة ومتباينة فشرك المشركين أنواع وكفرهم كذلك، لأن من أولاه بالدخول هنا كما سبق ما نشأ عن الإعراض عن الذكرى بآيات الله، والتهاون في مخالفة شرع الله.









والحاصل أن في قوله: (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا) "بَيَانٌ لِأَصْحَابِ الرِّئَاسَةِ وَرِجَالِ السِّيَاسَةِ أَنَّ هَلَاكَ الدُّنْيَا بِفَسَادِ الدِّينِ، وَأَنَّ أَمْنَ الْقُرَى وَطُمَأْنِينَةَ الْعَالَمِ بِالْحِفَاظِ عَلَى الدِّينِ.

وَمِنْ هُنَا كَانَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ فِي عَامَّةِ النَّاسِ لِلْحِفَاظِ عَلَى دِينِهِمْ وَسَلَامَةِ دُنْيَاهُمْ، فَحَمَّلَ الشَّارِعُ مُهِمَّتَهُ لِلْأُمَّةِ كُلِّهَا كُلٌّ بِحَسَبِهِ بِالْيَدِ أَوْ بِاللِّسَانِ أَوِ الْقَلْبِ، وَهَذَا الْأَخِيرُ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ، وَمَعَ ضَعْفِهِ فَفِيهِ الْإِبْقَاءُ عَلَى دَوَامِ الْإِحْسَاسِ بِوُجُودِ الْمُنْكَرِ إِلَى أَنْ يَقْدِرَ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ عَلَى تَغْيِيرِهِ.

قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْمَفْهُومَ بِبَيَانِ حَالِ الَّذِينَ مَكَّنَهُمْ فِي الْأَرْضِ بِنَصْرِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج: 41]"(1).




وقوله في الآية: (القرى)، المراد به أهل تلك القرى، والقرى تطلق في لغة العرب ويراد بها البناء المجتمع، وتطلق ويراد بها الأهل والأمم، وهذا هو المراد هنا ولهذا قال: (أهلكناهم) ولم يقل: أهلكناها، وذلك أن البناء جماد فإذا كان هو المراد فلا يعود عليه الضمير بصيغة الجمع، يعني أنك لا تقول مثلاً: "هذه البيوت عمرناهم" ولكن تقول: "هذه البيوت عمرناها"، بل دلت الآيات أن البناء الذي سكنه بعض أولئك المهلكين لم يزل باقياً كقوله تعالى في قوم صالح: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [النمل: 48-52].


وقال الله تعالى على سبيل الإجمال: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} [القصص:58].






قال صاحب الأضواء في آية سورة الكهف: (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا). "وَهَذَا الْإِجْمَالُ فِي تَعْيِينِ هَذِهِ الْقُرَى وَأَسْبَابِ هَلَاكِهَا، وَأَنْوَاعِ الْهَلَاكِ الَّتِي وَقَعَتْ بِهَا جَاءَ مُفَصَّلًا فِي آيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةٍ، كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ قِصَّةِ قَوْمِ نُوحٍ، وَقَوْمِ هُودٍ، وَقَوْمِ صَالِحٍ، وَقَوْمِ شُعَيْبٍ، وَقَوْمِ مُوسَى".




فظهر من هذا أن القرآن فصل لنا ما أجمل في هذا الموضوع وهو ثلاثة أشياء:






الأول: تفصيل تلك القرى.


الثاني: أنواع الهلاك الذي أخذت به.


الثالث: أسباب هلاكها وأنواع ظلمها.


بل جاء تفصيل لما يربو على ذلك فقد فصل لنا القرآن أحوالهم من القوة والضعف، وأوقات هلاكهم، وغير ذلك.


أما تلك القرى المذكورة في القرآن كثيرة معلومة أشير إليها فيما سبق، كقوم نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب.




وكذلك أنواع هلاكهم معروفة، فقوم نوح أهلكوا بالطوفان، وفرعون وملؤه أهلكوا في اليم، وقوم هود وهم عاد، أهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، وقوم صالح وهم ثمود أهلكوا بالطاغية، وهلاكهم كان بالصيحة {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود: 67]، وأما قوم لوط فجعل الله قراهم عاليها سافلها، وأمطرهم بحجارة من سجيل منضود، وقوم شعيب أخذتهم الرجفة لما أرجفوا بنبيهم ومن معه {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [الأعراف: 88]، فأخذتهم الرجفة وهي الصيحة أو الصعقة فأصبحوا في ديارهم جاثمين.. وقد جاءت الأخبار بتفاصيل بعض هذا الهلاك، واستقصاء ذلك يطول، وقد قال الله سبحانه وتعالى مبيناً أنواع العذاب الذي أرسل على القرى: {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40].

* * *

إن أسباب هلاك القرى كثيرة يحسن بنا أن نتذاكرها لنحذرها إن أردنا السلامة، وقد أجمل الله تعالى ذكرها في قوله: (وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا) فالظلم وصف جامع ينتظم أسباب الهلاك ولهذا نص عليه كثيراً، كما في قوله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِـمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} [الحج: 45]، {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِـمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إنَّا كُنَّا ظَالِـمِينَ * فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} [الأنبياء: 11 - 15]، {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَـمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْـمُجْرِمِينَ * ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 13 - 14].


















والظلم أنواع كثيرة من أعظمها وأجدرها بالعقوبة الشرك بالله العظيم، وسائر أقوام الرسل الذين أهلكهم الله تلبسوا به، ولهذا قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل: 36].


















والطاغوت على ما تقرر: ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، وقيل هو اسم جنس لما عبد من دون الله تعالى، وقد قرر علماؤنا أن رؤوس الطواغيت خمسة: (إبليس لعنه الله، ومن عُبِد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادّعى شيئاً من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله،) فمن أشرك بالله طاغوتاً من هذه الطواغيت فهو متوعد أن يصيبه ما أصاب الذين ظلموا.


والمقصود أن الظلم أنواع من أعظمها الشرك بالله تعالى ومنه كذلك ما يلي من أسباب الإهلاك، فكلها عائدة إلى الظلم.


















= ومن أسباب إهلاك القرى كفران نعم الله، قال الله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنْ بَعْدِهِمْ إلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 58]، كما قال في الآية الأخرى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [ النحل 112 ، 113 ]، {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ:15-19].


{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} [الإسراء:16].


















= ومن أسباب إهلاك القرى التكذيب بالحق، قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأعراف: 96 - 98]، وقال تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} [الأنعام:5-6] ، وقد قال الله تعالى عن قوم نوح: {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ} [الأعراف:64]، وقال في عاد قوم هود: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ} [الأعراف:72]، وقال في قوم شعيب: {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:92]، وقال عن فرعون وملئه: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف:136]، وقال: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ} [الأنفال:54].


















= ومن أسباب هلاك القرى أيضاً الفسوق عن أوامر الله والخروج عن شرعه، قال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إلَيْكُمْ ذِكْرًا} [الطلاق: 8 - 10]، وقال تعالى في خبر أصحاب السبت: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأعراف:165-167]، وقال في قوم لوط: {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [العنكبوت:34-35]، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً} [الإسراء:16-17].


















= وجماع أسباب إهلاك القرى الذنوب والمعاصي وهي كيف صَرَّفتها ظلم، ويكون العذاب مناسباً للمعصية، قال الله تعالى: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40]، {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [آل عمران:11]، {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال:52]، {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} [الأنعام:6]، {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} [غافر:21]، {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} [الأعراف:100].


وقد قال ـ عز شأنه ـ: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال ـ تعالى ـ: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 79].


















فهذه جملة أسباب موجبة للعذاب، وعادة ما تكون متضافرة مختلطة في الأمة، فالكفر والشرك يكون بأسباب الفسوق المختلفة ثم يكون مع ذلك الإعراض أو التكذيب أو الإباء عن الإذعان للحق والانصياع لدعاته.


















ولا يقولنّ قائل إن هذه الأسباب جميعها قد وقعت في أمم الكفر ولا نرى عذاب الله واقع بهم!


فقد قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [الرعد:31].


















ولكن ينبغي أن نعلم أن سنَّة الله جرت بإمهال المدن والقرى إلى أجل يقدره ربها. قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَـمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِـمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} [الكهف: 59]، وفي الصحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يملي للظالم؛ فإذا أخذه لم يفلته»، ثُمَّ قَرَأَ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).


















ولا تزال القوارع تنزل بدول الكفر ولو تأملنا التاريخ أبصرنا، ولا نزال كل يوم نسمع عن مرض جديد تارة، وسحابة بركانية أخرى، وعن زلزال ثالثة، وعن عاصفة ثلجية رابعة، وعن تسرب بقعة زيت خامسة.. وما تلك إلاّ نذر وتحذيرات، تؤذن بقرب العذاب الموعود، وتلك سنة الله التي لا تتخلف {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [يونس:102].






________________


(1) عن تتمة الأضواء من تفسير سورة الطلاق للشيخ عطية محمد سالم وهو ينقل عن شيخه الشنقيطي هذا المعنى.










حول تطبيقات قرار ضبط الفتوى



أحمد العساف
10/10/1431 هـ






2080151262606666_0.jpg بدأت تطبيقات قرار تنظيم وضبط الفتوى، وسارعت مؤسسات حكومية إلى التَّطبيق الفوري كوزارة الإعلام وهيئة الاتِّصالات، وتجاوبت عدد من المنابر الإعلامية مع هذه الخطوات السَّريعة بإلغاء برامج الفتوى من الفضائيات، أو حجب نوافذ الفتيا في المواقع، أو قصرها على أعضاء هيئة كبار العلماء.




ولابدَّ أن يستصحب التَّطبيق الفعلي للقرار حيثياته الشَّرعية والعلمية؛ حتى لا يكون الهجوم على المنابر الإعلامية التي لا يملك الصَّالحون سواها هجوماً انقضاضياً أشبه بالتَّشفي واستثمار الفرصة السَّانحة قبل أن تمسك زمامها هيئة كبار العلماء؛ وهي المؤسسة الرَّسمية المعنية بالتَّطبيق، وأظنُّ أنَّ الإعلام والاتِّصالات أقدما على تنفيذ المشروع دون رجوع للهيئة، وهذا خرق كبير في القرار!


وبالمقابل؛ فلا زالت مواقع الشِّيعة وقنواتهم سالمة آمنة من هيئة الاتِّصالات ووزارة الإعلام، وهذه المنابر غاصَّة بالفتاوى التي تخالف ما عليه هيئة كبار العلماء غالبا؛ وهي المؤسسة المعنية بالفتوى وضبطها، ولا ندري إن كان التَّطبيق العملي مقصوراً على المواقع والقنوات السُّنية فقط! ولتمرح مواقع الفرق الضَّالة وقنواتها كيفما شاءت إذ لا رقيباً يقسو؛ ولا متربِّصاً يرفع سماعة هاتفه! فالله سلِّم بلادك وعبادك.




وبمثل الحرية التي ينعم بها أهل الضَّلالة من منطلقات دينية، يتقلَّب أرباب الضَّلالة الدُّنيوية في بحبوحة عيش وسرور وهناء، فوسائلهم التي يتبع غالبها غير سبيل المؤمنين طافحة بالبرامج والدِّراما والمقالات التي تنقض عرى الدين عروة عروة، أو تهزأ بحملة العلم الشَّرعي _وهم موضع الغبطة والاعتزاز_، أو تفتي بطريقة غير مباشرة، فأين عنها وزارة الإعلام؟ وأين منها هيئة الاتِّصالات؟


وحتى يكشف الله حقيقة بعض هؤلاء المنفِّذين وكثير من أولئك المطبِّلين، وتمتلك الهيئة القرار كاملاً وتنفذه بمعرفتها وأمرها دون افتئات أو تدَّخل من أيِّ مؤسسة حكومية كائنة ما كانت، فثمَّ بعض المقترحات التي قد لا تخفى على إخواننا في القنوات الفضائية والمواقع الإليكترونية وقنوات الرَّسائل النصية، ومنها:


1. نشر فتاوى الهيئة واللجنة، وفيهما من الخير وإتباع الكتاب والسُّنَّة ومراغمة المنافقين ما لا يخفى.


2. إشاعة فتاوى العلماء الرَّاحلين من أعضاء الهيئة لحفظ علمهم، والدُّعاء لهم بالرحمة.


3. إشراك أعضاء الهيئة واللجنة في الحراك الفكري المحلي، وقد أصبح الأمر عليهم أشبه بالفرض العيني.


4. الاكتفاء بآيات كريمة مع تفسيرها وأحاديث شريفة مع شرحها.


ومع ذلك فينبغي علينا المطالبة مرَّة تلو أخرى ولا نمل ولا نكل ولا نيأس، فحفظ الدِّين لا يكون بضبط الفتوى فقط مع أهميته، خاصَّة وقد تمادت بعض وسائل إعلامنا وبعض المسؤولين في الباطل بدرجة لا ينفع معها غير الرَّدع بالقرآن وبالسُّلطان الذي يحكم بالقرآن والسُّنَّة، ولا يرضى بذلك السُّوء المتناسل أبداً أبدا، كما لا يرضى بإقصاء علماء بلاده من المشهد الإسلامي العام، وفي علمهم خير وبركة على المسلمين في كل مكان.






ahmadalassaf@gmail.com










السبت، 18 سبتمبر 2010

حملة لاتسبو اصحابي



شاركنا وساهم معنا في نصرة رسول الله صلي الله عليه وسلم






















ندعوكم جميعا لمشاركتنا واﻹنضمام ﺇلينا في حملة " لا تسبوا أصحابي " العالمية للمساهمة في الدفاع عن عرض الصحابة وأمهات المؤمنين.






















بإمكانك مشاركتنا والمساهمة معنا في بإحدى الطرق التالية:














نشر خبر هذه الحملة والتعريف بها في مواقعكم على الفيس بوك وكذلك في كل الجروبات والمنتديات اﻹلكترونية ودعوة أصحابها للانضمام لنا لتحصل على أجر النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن الله.














مخاطبة كافة المنظمات الدولية واﻹسلامية المعنية والبرلمانيين بدولكم والمسئولين بالنايل سات والعرب سات بالتوقيع معنابموقع الحملة للمطالبة بوقف تجاوزات القنوات المسيئة واﻹلتزام ببنود ميثاق الشرف اﻹعلامى العربي ووثيقة تنظيم البث واﻹستقبال الفضائي في المنطقة العربية.














الابلاغ عن تجاوزات واساءات المواقع الشيعية التى تقوم بسب وتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين على مواقع الفيس بوك، أو تويتر ... وغيرهم والتى يقوم موقع الحملة باخباركم بها أو من خلال آخرين.














لندعو الى يوم مفتوح للتضامن مع الحملة، وقد أعربت العديد من القنوات الفضائية بالدول العربية المختلفة عن استعدادها لتقديم يوم مفتوح لدعم الحملة.














مساندتنا في الاجراءات والدعاوي القانونية التى سيتم اتخاذها ضد الدول والهيئات المانحة لتراخيص البث الفضائي للقنوات المسيئة (النايل سات ، عرب سات ) في حالة عدم سحب ترخيص القنوات المخالفة أو عدم تجديده أو إيقافه اذا ما أصرت هذه القنوات على اﻹستمرار في نهجها العدائي القائم على سب والطعن في عرض الصحابة وأمهات المؤمنين.














تزويدنا بالأفكار والمقترحات التى تساعد على تفعيل هذه الحملة للوصول الى هدفنا.














مشاركتنا العمل فى الموقع وفي التصميم في مجال الفلاش،الفوتوشوب أو تصميم بنرات للموقع وخلافه.






























لا تتكاسلوا في الدفاع عن عرض الصحابة وأمهات المؤمنين... ماذا سنقول لرسول الله عندما نراه على الحوض؟ أنطلب شفاعته وقد تخاذلنا في الذود عن عرضه؟






















نسأل الله أن يكتب لكم الأجر في مساهمتكم لما في ذلك نصرة لرسولنا وزوجاته أمهات المؤمنين وصحابته الكرام.














http://www.dnsmcs.com/?browser=page&id=16&lang_id=2


المعروف مايضيع

د. جاسر عبدالله الحربش































قبل أسابيع كثيرة - لا أذكر عددها - قرأتُ في جريدة الرياض زاوية الكاتب الممتع ناصر الحجيلان (إيقاع الحرف). أذكر أنها حوتْ ثلاث قصص عن ثلاث فضائل سُجلت لمجهولين، وكانت العبرة فيها أن المروءة ثمرة يزرعها الله في قلوب كثيرة فتعطيها ولا تنتظر رد الجميل مقابل أفعالها الطيبة. مثل القصص تلك تجعل القارئ أو السامع يرتاح قليلاً من الإحساس بجفوة الحياة في المدن الكبيرة المزعجة. عبر ذلك الارتياح الذي أحسست به آنذاك ذكرتني زاوية الأخ ناصر بموقف مشابه جرى لي شخصياً عندما كنت طالباً في ألمانيا الغربية عام 1969م. كنا أربعة شباب سعوديين (شباب آنذاك بالطبع)، ثلاثة منا يدرسون الطب في جامعة هايدلبيرج ورابعنا قريبٌ لأحدنا قَدِمَ إلى ألمانيا لزراعة قرنية في عينه وزُرعت له ونجحتْ، وغداً يعود إلى الوطن، فقررنا توديعه بعشاء نتشارك في تكاليفه في مطعم معتبر عند متوسطي الحال. انصرفنا من المطعم عند منتصف الليل، وكانت السماء تصب وتهب والظلام دامس لغزارة المطر ونحن الأربعة محشورون في سيارة أوبل صغيرة كان يمتلكها محدثكم أيام شبابه. في وسط الميدان الرئيس لمدينة هايدلبيرج (ميدان بيسمارك) انكسر شيء ما أسفل السيارة وتوقفت مائلة على جنبها الأيسر فتسمرنا بداخلها لا ندري ماذا نفعل. ما هي إلا دقائق قليلة وتوقفتْ أمامنا سيارة شرطة المرور بأنوارها المتلألئة وواحدة مثلها خلفنا، وإذا بشرطي ألماني طويل عريض مرتدياً لباس المطر الجلدي يسلط نور مصباحه اليدوي على وجهي، وكنت السائق. أصبت بالخوف من ثقل الغرامة المتوقعة لأنني كنت قد تخطيت موعد الفحص الدوري على سيارتي بشهور كثيرة، ولأنَّ الشرطي أطال النظر في وجهي على ضوء مصباحه. أخيراً طلب منا بلطف نسبي لا نتوقعه كأجانب في مثل ذلك الموقف أن نتفضل معه إلى إحدى السيارتين. سألته، وكنت أقدَمَ زملائي وأفصَحَهم، إلى أين سيأخذنا؟ فقال إنه سوف يقِلُّنا إلى حيث نسكن في بيت الطلبة. هكذا، وبدون أن يطلب أوراق السيارة الرسمية وبدون سؤال وجواب ينقلنا إلى بيت الطلبة! إن هذا غريب وغير متوقع. سألته عن مصير سيارتي فرد بهدوء: لا تقلق، سوف تجدها غداً في ورشة إصلاح سيارات أوبل في الشارع الفلاني. عند بيت الطلبة رفضت أن أترجل من السيارة قبل أن يخبرني عن سبب لطفه وكسره لقواعد الصرامة المعهودة في الشرطة الألمانية فوعدني أن يحضر غداً ليخبرني بذلك، وأعطيته رقم غرفتي في بيت الطلبة وانصرف. وبالفعل في اليوم التالي حضر الشرطي واتضحت الأمور كما اتضح لي أيضاً أن الدنيا صغيرة وأن المعروف مهما طال الزمن لا يضيع. أحدثكم هنا بما قاله لي ذلك الشرطي الألماني الذي ربطتني به لاحقاً صداقة طويلة فتحدث وقال: «كنت في التاسعة عشرة من عمري جندياً في جيش القائد الأماني رومل في الصحراء الليبية غير بعيد عن مدينة طبرق الساحلية. خسرنا الحرب هناك للحلفاء بقيادة الإنجليزي مونتجومري فصدرت لنا الأوامر بالتفرق إلى جماعات صغيرة أو أفراد ومحاولة أن ينجو كل واحد بنفسه بوسائله الخاصة. هربت وهربت وهربت في الصحراء حتى أغمي عليَّ من الإعياء والعطش. صحوت بعد أيام في خيمة بدوي عربي ليبي يسكن مع زوجته وأطفاله فيها ويرعى أغنامه حولها». استمر الألماني وعيناه مغرورقة بالدموع: «مكثت عندهم أكثر من شهرين، أنام معهم في خيمتهم وآكل مما يأكلون ولا أبرح الخيمة إلا في الظلام خوفاً من أن تلتقطني دوريات الحلفاء. ذات ليلة مقمرة أفهمني ذلك البدوي أن يا رالف (وهذا هو اسمي) هذه الليلة سوف تعود إلى وطنك. انطلق معي على ضوء القمر إلى شاطئ البحر قرب طبرق وكمنا هناك. ما هي إلا ساعتان أو ثلاث حتى رأينا أنوار قارب عسكري في عرض البحر يرسل ومضات ضوئية عرفت معناها لأن القارب كان ألمانياً. ناولني البدوي الليبي مصباحاً صغيراً من ردائه فأرسلت للبحر ومضات محددة تدربت عليها في الجيش، وما هي إلا أقل من ساعة ويصل قارب مطاطي به جنديان ألمانيان يأخذانني معهما بعد أن ودعت صديقي الليبي بما أملك من متاع الدنيا آنذاك وهو الشكر والامتنان وغصة في الحلق». قال الشرطي الألماني: «ذهبتْ السنين وكبرتُ وتزوجتُ وصار لي أولاد وأنا أتذكر ذلك العربي كل يوم. البارحة حين رأيتك في السيارة على ضوء المصباح عرفت أنني وجدت ابن ذلك البدوي أو قريبه أو أحداً من قبيلته فأنت تشبهه إلى حد بعيد. أردت أن أرد له بعض الجميل في شخصك». انتهت القصة، ويا أيها الناس إن المعروف لا يضيع مهما طال الزمن ومهما اختلفت الأعراق والمشارب.






--














--