الاثنين، 23 مايو 2011

لماذاا بكى سيدنا انس ابن مالك

لماذا كان يبكي
أنس بن مالك - رضي الله عنه - كان يبكي بكاءاً مراً كلما تذكر فتح "تُسْتر"...
و"تستر" مدينة فارسية حصينة، حاصرها المسلمون سنة ونصفاً بالكامل، ثم سقطت المدينة في أيدي المسلمين، وتحقق لهم فتح مبين... وهو من أصعب الفتوح التي خاضها المسلمون...
فإذا كان الوضع بهذه الصورة الجميلة المشرقة فلماذا يبكي أنس بن مالك رضي الله عنه عندما يتذكر موقعة تستر؟!
لقد فتح باب حصن تستر قبيل ساعات الفجر بقليل، وانهمرت الجيوش الإسلامية داخل الحصن، ودار لقاء رهيب بين ثلاثين ألف مسلم، ومائة وخمسين ألف فارسي، وكان قتالاً في منتهى الضراوة... وكانت كل لحظة في هذا القتال تحمل الموت، وتحمل الخطر على الجيش المسلم..
موقف في منتهى الصعوبة.. وأزمة من أخطر الأزمات!..
ولكن في النهاية – بفضل الله – كتب الله النصر للمؤمنين.. وانتصروا على عدوهم انتصاراً باهراً، وكان هذا الانتصار بعد لحظات من شروق الشمس!
واكتشف المسلمون أن صلاة الصبح قد ضاعت في ذلك اليوم الرهيب!
لم يستطع المسلمون في هذا الأزمة الطاحنة والسيوف على رقابهم أن يصلوا الصبح في ميعاده! ويبكي أنس بن مالك رضي الله عنه لضياع صلاة الصبح مرة واحدة في حياته..يبكي وهو معذور، وجيش المسلمين معذور، وجيش المسلمين مشغول بذروة سنام الإسلام.. مشغول بالجهاد.. لكن الذي ضاع شيء عظيم!
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: وما تستر؟! لقد ضاعت مني صلاة الصبح، وما وددت أنّ لي الدنيا جميعاً بهذه الصلاة!
هنا نفهم لماذا كان يُنصر هؤلاء! "إن تنصروا الله ينصركم" (محمّد:7)
إذا كانت هذه أحد أسباب النصر، فخبرني بالله عليك كيف ينصر الله عز وجل قوماً فرطوا في صلاة الصبح؟!
هذا - والله - لا يكون..
أما إن كان الجيش على شاكلة أنس بن مالك رضي الله عنه.. يحاسب نفسه على الصلاة الواحدة.. فهو ولا شك جيش منصور.. "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"(الحج: 40).
* * *

الثلاثاء، 10 مايو 2011

الغلم الأمريكي مقتل ابن لادن

1226




كان الفيلم الأمريكي منذ منتصف القرن الماضي وسيلة أمريكا الرئيسية للغزو الثقافي. الفيلم في العالم كان أمريكا بجدارة وكانت صالات السينما في أوروبا وبقية العالم يتسيدها الفلم الأمريكي .



محتوى الفلم الأمريكي - بشكل عام- يمثل العقلية الأمريكية في رؤيتها للآخرين ، في تفسيرها للاحداث ، في تحليلها للعلاقات بين الأمم والأفراد والشركات ، باختصار هي رؤية امريكية لأمريكا الدولة والمجتمع والعام بأسره..



هذه العقلية انعكست أحيانا في تعامل أمريكا - الدولة- مع الأحداث، مع الأمم الأخرى من منطلق الفيلم الأمريكي . رسخ الفيلم الأمريكي القوة العظمى لأمريكا الدولة ولأمريكا المؤسسسات ولأمريكا الفرد ، الدولة القادرة على الوصول لجميع من يهددها (من الإرهابيين المزعومين) وقتلهم في عقر دارهم والشواهد على هذا لا تعد .



الطريف والغريب أن تتقمص هذه الدولة أسلوب مخرجي أفلام الإثارة الأمريكية في تنفيذ عملية قتل بن لادن (الإرهابي الأول في نظرهم) .



السيناريو الذي عرض لما حدث ذكرني بكثير من الأفلام ذات النسق ذاته وكأن المسؤول عن العملية مخرج سينمائي وليس مدير الاستخبارات الأمريكية وبإشراف من رئيس أمريكا .



بعض التفاصيل في الفيلم/الحدث كانت غائبة وكنت أتوقعها (حسب المعتاد في الأفلام الأمريكية) :



أولا صور لعملية الإنزال من الهيلوكوبتر ، طبعا يسبقها عرض مفصل لمكان العملية المستهدف وصورا متعددة (فوتوغرافية) يحملها الجنود (للمقارنة والتأكد من الشخص اي بن لادن ) .



أيضا توقعت صورا لعمليه الاقتحام ( عادة الجنود يحملون في خوذاتهم كاميرات تنقل صورا حية على الهواء لمركز القيادة من مسرح العمليات) .



أيضا توقعت صورا لابن لادن مضجرا بدمائه وبعضها مقرب لزيادة المصداقية ..!!



أيضا صور العملية الانسحاب والرجوع للقواعد ، وأخيرا صورا للجثمان أثناء تجهيزه على الطريقة الإسلامية (عفوا الأمريكية) للتأكيد للمسلمين بحرمة الجسد والتمثيل بالجثة ، وصورة أخيرة لنهاية المراسم بإلقاء الجثة في البحر لإثبات انه لم يتبقى من الإرهابي الأول شي يثبت أن كان موجودا .



مقتل ابن لادن وسيناريو إخراج الفيلم الأمريكي (بأسلوب رامبو) يثير الكثير من التساؤلات (خبير استراتيجي قال انه قتل قبل أسبوع!!)



لما لم يتم القبض عليه؟ لماذا لم يحاكم (مثل غيره من اسري غوانتنامو)؟! لماذا لم تعرض الصور الحقيقية للعملية ؟!



لماذا تحليلDNA أن كان الرجل معروفا مسبقا وهذا مكانه ومقره؟! لماذا لم يعرض بقية من قبض عليه في المسكن من أهل بن لادن ؟! لماذا لم يقتل بعض أفراد أسرته؟!



إن مقتل بن لادن - إن ثبت حسب الفيلم الأمريكي - يدل على انحطاط أمريكا وسقوطها أخلاقيا وقيميا وقانونيا وهي التي تتشبث بحقوق الإنسان والعدالة والكرامه .



ان السيناريو المعروض - ان صدق - لهو قمة في الاستهتار بالمسلمين وقيمهم وحرماتهم فضلا عن الاستباحة الكاملة لدولهم ومجتمعاتهم .



ان الفيلم المعروض - لو كان حقيقة - لهو اكبر دليل على الهمجية الأمريكية وتطبيقها معايير وأساليب الأفلام الأمريكية وليس المعايير والقيم الإنسانية ..



أخيرا تحياتي لمخرج الفيلم وكنت أتمنى انه يكون أكثر إثارة كما هي عادة أفلام الأكشن الأمريكية !!

http://www.islamselect.net/mat/90206

حلابه بقر ام عارضه ازياء

حلابة بقر أم عارضة أزياء !




لا شيء يستفزني مثل الأخبار التي تنشر حول معارض التوظيف حيث يتم الإعلان عن آلاف فرص العمل التي توفرها هذه المعارض ثم ينتهي المهرجان الكبير دون أن يقدم وظيفة واحدة، فلا يستفيد من معرض التوظيف سوى صاحب المطبعة التي طبعت الكتيبات والبوسترات والمسئول الذي تفرج أولاده على صورته البهية وهو يقص شريط الافتتاح والفندق الذي احتضنت إحدى قاعاته معرض (الفافوش).. وبعد انتهاء المعرض نكتشف أن الملف العلاقي الأخضر لازال سيد الموقف وأن آلاف الشباب من الجنسين لازالوا ينتظرون على رصيف الحياة.

ولكن هذا لا يلغي أن خطط توظيف الشباب السعودي لا تخلو من بعض الأخبار الطريفة التي تخفف من حالة الاستفزاز الناتجة عن هذه المعارض البهلوانية، ومنها ذلك الخبر الذي نشر حول وجود وظائف شاغرة للشابات السعوديات بمسمى (حلابات أبقار) !.. فعندما قرأت عنوان الخبر العجيب قلت لنفسي إن العمل ليس عيبا وإن هذه الوظيفة رغم غرابتها خالية من شبهة الاختلاط لأن الموظفة في هذه الحالة سوف تتعامل مع الأبقار ولن يكون لديها أي اتصال مباشر بالثيران !.

ولكن كما يقول المثل (رضينا بالهم والهم ما رضى فينا) فقد وضعت الشركة شروطا خاصة لحلابة الأبقار تتلخص في أن لا يزيد وزنها عن 70 كيلو غرام وأن لا يقل طولها عن 160 سنتيمتر وأن تكون غير متزوجة !.. ومادامت هذه هي شروط التوظيف فإنني اقترح على الشركة أن لا تعين مديرة لشؤون الموظفين تحمل شهادة في الموارد البشرية بل عليها أن توكل هذه المهمة لخطابة متمرسة !.. أما إذا كان عدد المتقدمات لهذه الوظيفة حلابة البقر أكبر من عدد الوظائف الشاغرة فإن الحل يكمن في إضافة بعض الشروط للمفاضلة مثل (بيضاء البشرة، جميلة، قبيلية .. إلخ).

حاولت أن أجد علاقة تربط بين الشروط التي وضعتها الشركة وبين مهمة حلب الأبقار دون أن أصل إلى نتيجة، وكان أكثر شيء حز في نفسي هو كيف يسمح للبقرة بأن تكون متزوجة بينما لا يحق لحلابتها الزواج ؟!.. وقد تحدثت إحدى الحلابات لصحيفة الحياة قائلة: (لم تتطابق شروط الوزن والطول مع أختي كما أنها متزوجة فتقدمت للوظيفة للحصول على لقمة شريفة لسد رمق جوع أسرتي لأنني أحمل المواصفات التي تبحث عنها الشركة)، وفي الصحيفة ذاتها برر مسئول في إحدى الشركات اشتراط هذه المواصفات الخاصة بقوله إن مهمة حلب الأبقار تتطلب الرشاقة وخفة الحركة كما أن المرأة المتزوجة كثيرة الارتباطات ما يؤثر على عملها.. ولكنه لم يفسر شرط الطول وهل يمكن التغاضي عن نصف سنتيمتر ناقص أم أن المقاييس صارمة ولا تقبل الواسطة كما يحدث في الوظائف العسكرية ؟!.

العمل الشريف ـ مهما كان ـ ليس عيبا والكثير من النساء في الماضي كن يقمن بحلب الأبقار في الأرياف دون حاجة لهذه الشروط الاستثنائية ولكنني أعتقد أننا لا نحتاج إلى اختراع هذه الوظائف الغريبة لحل مشاكل الشباب العاطل عن العمل كما أن هذه المعارض التي تعد بآلاف الوظائف هي أشبه بالمخدر الذي لا يقدم ولا يؤخر، فالبلد والحمد لله فيها خير كثير متى ما تعاملنا مع قضية البطالة بضمائر حية .. أما الخطط والمؤتمرات والمعارض ودورات التأهيل فقد تحولت إلى وسيلة للهروب من الواقع، وكما يقول المثل: (نقول لهم ثور يقولون أحلبوه) !.

الاثنين، 9 مايو 2011

لله درك يابن عبدالعزيز

* *







*محمد الرطيان*






* *






* *






*سنتان وأربعة أشهر وعدة أيام.. هذه هي مدة حكم الخليفة عمر بن عبدالعزيز .*






*تخيلوا!.. بأقل من ثلاثين شهراً استطاع أن يصنع لاسمه العظيم كل هذه المكانة *






*والمجد في التاريخ العربي والإسلامي.*






*سموه خامس الخلفاء الراشدين*






*وصفوه بالخليفة العادل*






*قالوا عنه إنه (عمر الثاني).*






* *






*لم يمنحه الزمن فرصة لوضع خطة اقتصادية خمسية أو عشرية..*






*استطاع بأقل من نصف الخمس سنوات أن يُطبق الخطة التي جعلت رجال الأعمال في *






*زمانه يجوبون دولته المترامية الأطراف بحثاً عن من يقبل الزكاة ولا يجدونه!*






*لله درك يا ابن عبدالعزيز.*






*تقول كتب التاريخ: *






*في عهده عم الرخاء والعدل والأمن أرجاء البلاد الإسلامية .*






*كيف فعل هذا خلال سنتين وأربعة أشهر ؟*






*الإجابة كلمة واحدة: العدل.*






*تقول الكتب أنه انتزع تفاحة من فم احد أطفاله لأنها من فيء المسلمين الذي لم


يُقسم حتى لحظتها!.. *






*يا إلهي.. تفاحة يا أمير المؤمنين.. *






*تفاحة يا سيد وحاكم أقوى البلاد وأكثرها خيرا واتساعا في زمانها!*






*ألا يخجلون الذين يقرؤون سيرتك يا ابن عبدالعزيز ؟*






*يخوت وقصور وأنواع الملذات وأراضٍ وبساتين لا حد لها .. *






*وأنت تخاف أن يحاسبك الله بتفاحة ؟ .. *






*تحافظ على تفاحة من بيت مال المسلمين!*






*لهذا السبب رحّب بك التاريخ واحتفى باسمك العظيم..*






*ونفس التاريخ سيطرد من صفحاته مئات الأسماء التي لا تستحق أن تذكر بسطر عابر .


*






*لهذا السبب استطعت خلال “سنتين وأربعة أشهر وأيام معدودة” أن تصنع الفرق وتنجح


بخطتك *






*الاقتصادية العظيمة.. وغيرك يحكمون بلاد المسلمين منذ عقود ولم يخلفوا وراءهم


سوى الفقر و*






*الظلم والقهر والخراب.*






* *






*جرير، الشاعر العربي العظيم، لخّص سياسة الخليفة العربي العظيم، في سطر واحد:*






*“جئتكم من عند رجل يعطي الفقراء ويمنع

خصخصه وزارة التربية











" خصخصة وزارة التربية والتعليم "


















د. عبدالإله العبدالكريم


















الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،، أما بعد :










فنزفّ لأهالينا في بلاد الحرمين بشرى سارّة ؛ أعلن فيها وزير التربية والتعليم – بلسان حاله – أن الوزارة ملك له ، تتبع قراراته الشخصية .










فكل قرار يتخذه بخصوص الطلاب والطالبات سيناقشه في ( منزله ) مع زوجته الكريمة ! وسيكون بإذن الله من خير الأزواج مع خير الزوجات في هذا العصر ؛ لذا فلن يخرج عن رأيها طرفة عين ولا أقل من ذلك ، فما تأمر به ( هي ) سينفذه ( هو ) حذو القذة بالقذة .










ولا عجب ! فهي ولي الأمر الذي يُطاع فلا يعصى .. كيف لا ، وقد رأينا منها اختلاطاً بالرجال – بل ومصافحة لهم !- لم يدرِ عنها ( القيم عليها = زوجها ) ، وإنْ عَلِمَ بذلك فماذا سيكون ؟ لا شيء !










لأنه لا ، ولن يغار عليها ، بل إنه لا يقدر على منعها !










أسد عليّ وفي البيت نعامة










فلما ذُكِرَتْ له هذه بعض هذه المواقف بخصوص زوجته ؛ تمعّر وجهه وانتفض انتفاضة الأسد !










هذه مقدمة لتفاصيل مأساوية محزنة ، تسوء كلّ غيور ، جرت وقائعها في الزيارة الأخيرة لوزير الغفلة ( = وزير التربية والتعليم ) من قبل ثلة من أهل العلم والغيرة ، قابلوا الوزير وتكلموا معه بكل صراحة ووضوح وأدب ، ناصحوه بكل صدق ومحبة وإخلاص ، همهم الأوحد إرضاء الله ثم السير بسفينة المجتمع إلى بر الأمان ، الممتثل بإقامة شرع الله في وزارة التربية والتعليم .










ناصحوا الوزير ، وكلموه بما قيل في الصحف عن اختلاط يجمع الطلاب بالطالبات مع وزيرهم الرشيد ! وما تضمن ذلك من صور تذكارية تجمعهم جميعاً في بوتقة وزارة التربية والتعليم.










( نعتذر للقارئ الكريم فهذه الوزارة تفتقد التربية والتعليم! ).










ثم تكلم بكلام فاجأ الجميع ! أخذتهم الدهشة والحيرة لهذه الجرأة على الدين ثم العادات والتقاليد .










قال بكل صفاقة وجرأة : الذي لا يريد الاختلاط لا يأتي !!










ولماذا الاستغراب ؟! وفيم العجب ؟! فالوزارة ملك له ، وحق شخصي له يتصرف فيها بما يشاء .. واللي مهو عاجبه يشرب من ماء البحر .










سامحكم الله يا علماءنا ، هداكم الله يا غيورون ..










فيم الإنكار على ملك الإنسان الشخصي ؟










أما تعلمتم بأنه لا يجوز التدخل في ملك الآخرين ؟!










هو الوزير ويملك وزارة التربية والتعليم ! فبأي حقّ تنكرون عليه التصرف في ملْكه ؟










أتظنون أنكم شركاء له في وزارة ترعى بناتكم وأعراضكم ؟! لا .. وألف لا .










خطأ الوزير أنه لم يخبركم بذلك قبل اللقاء .










وها هو الآن يخبركم : الذي لايريد الاختلاط لا يأتي .










فنرجو منكم يا علماءنا أن تتركوا الوزير يتصرف بالوزارة بما يحلو له .










وإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تتدخلوا في عمله ، فهو للوزارة كفؤ ، بل إنه الرجل المناسب في المكان المناسب .










(الله يصرف عنك العين يا وزيرنا – أظن أن البلاد العربية ستحسدنا عليك ).










يا علماءنا:










منذ اليوم – وبعد هذا الكلام الرصين من الوزير الأمين! – ليس لكم حق الاعتراض عليه في قراراته ، بل اتهموا آراءكم واعرضوها على رأيه الرشيد ، فما وافق عليه فاحمدوا ربكم ، وما خالفه فاستسمحوه عذراً ؛ لأنه بصراحة :










( مافي بهالبلد غير هالولد ).










ليس لكم حق أن تعترضوا على الوزير حتى ولو خلط الطلاب بالطالبات .










ليس لكم حق أن تعترضوا عليه حتى ولو جعلهم في مقعد دراسي واحد ، فأنتم متشددون متخلفون ، ليس لكم من التطور والحضارة والتقدم نصيب !










ليس لكم حق أن تعترضوا عليه حتى ولو عبث بالأعراض ؛ حيث إن وزير الغفلة – أعمى البصيرة - يرى ما لا ترون .










يا مشائخنا إلى متى وأنتم تواصلون الإنكار على حكيم التربية والتعليم ، صاحب القرارات الحكيمة ، والآراء السديدة ، والأوامر الرشيدة ؟










أما ترون أنه تغير – للأحسن - ، فأصبح يوقع بقلم أصفر اللون بعد أن كان أحمر ؟!










وأنتم لا ترون فيه سوى الجانب السوداوي المظلم ؟










أما يكفيكم تطور وتقدم ورقي بالعملية التربوية ، والتي شهد المجتمعُ كلُّه بنجاحها !!










يقول الله جل وعلا : ( إن خير من استأجرت القوي الأمين )










وأنا أشهد الله على أنه قوي في الإفساد ، أمين على الاختلاط ؛ ولو انتُهكت الأعراض .










يا علماءنا :










أعدوا أنفسكم لجولات وجولات ، تزورون بها بقية الوزارات ، التي ستعلن خصخصتها كــ ( وزارة العمل ) و ( وزارة الإعلام ) و ( هيئة السياحة ) .










واللي مهو عاجبه لا يأتي










اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر .










اللهم أبرم لنا وزراء أقوياء في دينك أمناء على الأعراض ، يصون أحدُهم أعراضَنا كعرضه ، وحرماتَنا كحرماته .










ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .










وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 







وكتبه الدكتور / عبدالإله العبدالكريم ( أستاذ جامعي سابق ).




الخميس، 5 مايو 2011

خلوة مع الله جل جلاله






خلوة مع الله جل جلاله


لحظات سماوية خالصة

هل جربت متعةالخلوة مع الله جل جلاله

في الليل والناس نيام ..!؟

يعطيك نسائم من هذه المتعة الروحية ، أولئك الذين عاشوا التجربة ،

وذاقوا ما فيها من لذة عجيبة تعجز عن وصفها الكلمات ..

هي لحظات من عمرك ..!

ولكن من قال أن لحظة واحدة خالصة صافية مع الله ولله

أنها من ساعات الدنيا ..؟!

كلا .. كلا .. كلا والله

بل هي لحظة أُخروية خالصة ، تساوي الدنيا كلها بمن فيها وما فيها ..!

ليس هذا كلاماً إنشائياً والله ..

إنها ساعة تغتسل فيها الروح ، ويصقل فيها القلب ،

وتتزكى فيها النفس ، وتشف فيها المشاعر ، وترف الأحاسيس ..

ويمتلئ القلب بنور السماء حتى تفيض منك عيناك

رغماً عنك وأنت تناجي مولاك ...

في صلاة الليل زاد ، وري

وفي صلاة الليل طاقة ، ووقود

ركعات في جوف ليل لا يعلم بها إلا الله

تسافر خلالها الروح سفرا عجيبا ، تستجلب لك

البركات والرحمات والخيرات والأنوار

تهب على قلبك خلالها _ إذا أحنت توجيه قلبك إلى السماء _

نفحات ربانية خاصة ، ليغترف من فيض النور نورا

ومن هنا كان الصالحون في كل زمان ومكان يأنسون بالليل

لأنهم يختلون فيه مع ربهم جل جلاله

ساعة من زمانهم ، يجدون فيها أنفسهم على باب الآخرة !

وينفضون خلالها كدر قلوبهم

ويتزودون منها لنهارهم وهم يواجهون الحياة والأحياء

عد إلى سيرة الصالحين واقرأ وتدبر وتابع وتأمل

تجد أن قاسما مشتركا بينهم

هو وجدان لذتهم في قيام الليل

قيل للحسن البصري رحمه الله : ما بال المتهجدين أبهى الناس وجوها .

قال : هؤلاء قوم خلوا بالرحمن ، فأفاض عليهم نور نوره ..

أرجو أن تصغوا إلى الكلمات الآتية ،

التي ( تحاول ) أن تصوّر لك هذه المعاني كلها

بإيجاز شديد وبلغة شاعرة تحرك المشاعر .. :

ركعتـــانْ ..

في سكــونِ الليـلِ عني تجلــوانْ

ظلمــةَ اليــأسِ ، وأكــــدارَ الزمــانْ

وتُشيعـــانِ الرضى في أُفــقِ نفــسي..

فإذا النجــوى تعالــتْ كالشــذا تمــلأ حـسـي

وأصــاخَ الليــلُ في محــرابِ أشـواقي وأُنـسـي

وتهـــاوتْ دمعـتــــــانْ ..

خشَــعَ القـلـبُ وألقــى العــبءَ في ظــلِ الأمــانْ

وبـدتْ للـروحِ آفـــاقُ ابتهــالاتٍ .. وتسـبيحٍ .. وقـدســي

فتـعــرّى كـلّ شـيءٍ دون تمـويـهٍ ولبـــسِ

فــإذا الدنــيا متــاعٌ زائـــل يُلــهي ويُنــســي

وإذا أسـمــى المعــاني في مســراتٍ وأنــسـي

جمعتهــا في سكــونِ الليــلِ ،،

في ظــلِ الأمــــان ..

ركعـتـــــانْ ..!!

ومع أنه لا يصح أن نقول لك :

جرّب هذه الوصفة العجيبة ، ولن تخسر ..

ذلك لأن المعاملة مع الله لا تحتاج إلى تجريب ،

فهي مضمونة الربح ، رائعة النتائج..

ومع هذا أقول لك من باب المجاراة :

لا بأس جرّب ولن تخسر شيئاً ..

ولكن بشرط :

لا تستعجل ، بل عليك أن تصبر وتصابر وترابط

وتديم قرع الباب حتى يفتح لك ،

وتستمر حتى يتفجر لك الينبوع العذب بسخاء ،

ويومها فقط ستدرك أنك ولدت من جديد ..

وصلي اللهم وسلم على حبيب الخلق والمرسلين محمد الأمين وعلى آله وصحبه الميامين .







الأحد، 1 مايو 2011

يامولاى تذكر بأنك انسان






يا مولاي ... تذكّر بأنك إنسان..!






كان ملكاً من سلالة الملوك ؛ غير أنه كان معجباً بنفسه مغروراً وكأن الله لم يخلق أفضل منه ...






حديثه عن دمائه الزرقاء لا ينقطع، ومجالسه لا يخلو منها شعراء ومدّاحون ، يقولون فيه الشعر والغزل اسمه منقوش على كل جدار وصورته مرسومة على دراهم مملكته ودنانيرها .






وبينما هو في موكبه ذات يوم، لفت نظره رجل يحفر بدأب شديد، وحوله كومة من العظام والجماجم ...






فتوقّف عنده سائلاً عما يفعل؛






فأجابه الرجل: إني هنا يا مولاي من أجلك !!






فتعجب الملك لقوله، وقال: وكيف هذا ؟






فدنا منه الرجل وهو يقول: في هذا المكان يا مولاي جَرَت المعركة التي قُتِل فيها ملكنا الراحل أبوك رحمه الله؛ فأحببت أن ألملم عظامه ، كي تُدفن في مكان يليق بملك عظيم؛ لكنني - للعجب - وجدت شيئاً مدهشاً.






ثم أمسك بالعظام وهو يقرّبها من الملك؛ قائلاً: هذه يا مولاي جميع العظام التى عثرتُ عليها، أنظر لها جيداً هل تستطيع أن تفرق بين عظام أمير وعِظام فقير؟






بين بقايا غني وشحاذ ؟






بين هيكل قائد في الصدارة وجندي بسيط ؟






العظام يا مولاي واحدة ... الأرض جعلتهم جميعاً سواسية!!






نعم الأرض تنتظر هناك، باطنها مستعدّ دائماً لابتلاع الكبار، هؤلاء الذين ملأهم الكبر والغرور؛ فظنوا أن الأرض لن تدور بغيرهم وأنهم وحدهم هم زينة الدنيا وبهجتها، وبلغ بهم الشطط مبلغاً، أشفقوا فيه على الحياة ورُوّادها من أن تطلع عليهم الشمس وهم ليسوا بين ظهرانيهم .






وإن هي إلا أيام - طالت أو قصرت - حتى يُصبحوا من رماد الأرض الرخامي ، والذي يدلّل على موضع






أجسادهم كي لا تطأها






الأقدام ، وطعاماً لديدانها ...






الشيء الوحيد الذي نعرفهم به هو ذلك الشاهد!!






هذه أقدم الحقائق، وأجلاها صورة؛ غير أن الكثيرين ينسونها . الكثيرون ممن لفّهم ثوب الغرور؛ لم يعوا أن هناك ثمة نقطة ما يصبح بعدها الأمر لمن بيده الأمر؛ فلا مال ولا جاه ولا سلطان يمكن أن يصنع لهم ساتراً من الله، أو يشفع لهم عند رب قوي قادر.






ولعل هذا ما فطن إليه أحد ملوك روما القدماء؛ فدفعه إلى ألا يمشي في مملكته؛ إلا وبصحبته أحد الحكماء، ولم يكن لهذا الحكيم من عمل ؛ إلا أن يهمس في أذنه إذا ما صفّق له الناس، أو امتدحوه أو بالغوا في الثناء عليه .






قائلاً : " يا مولاي ... تذكّر بأنك إنسان "






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






Khaled Mahrous Ahmed