الخميس، 27 يناير 2011

بلها واشرب مويتها



وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أمره الكريم بتوفير كل التعزيزات وبشكل عاجل للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار والسيول في محافظة جدة وما جاورها.


وفيما يلي نص الأمر الملكي الكريم :


صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام


نسخة لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية


نسخة لصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة


نسخة لصاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية


نسخة لمعالي وزير المالية


نسخة لمعالي وزير النقل


نسخة لمعالي وزير المياه والكهرباء


نسخة لمعالي وزير الصحة


وووووووونسخة لكل واااااحد من غرقى جدة يبلها ويشرب مويتهااااااااا










نفسي أعرف وش راح يسسوووون بكل هاذي النسخ


هذا تبذير في الأوراق ليش ماخليتوها نسخة وحده!!!










فقد اخرج الحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (من استعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو ارضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين) وفي البخاري ان رجلا جاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: متى الساعة؟ فقال: (اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة) قال : وكيف اضاعتها؟ قال: اذا وسد الامر لغير اهله فانتظر الساعة) ولذا فان عمر رضي الله عنه لما ادرك ذلك لم يكن ليبيت شبعان وواحد في رعيته جائع يتململ وهو القائل كذلك:(لو عثرت بغلة في العراق (او في الشام) لسألني الله عنها، لم لم تصلح لها الطريق يا عمر)














الثلاثاء، 11 يناير 2011

سيد بلال لا بابا له

بقلم: د. حلمي محمد القاعود



























د. حلمي محمد القاعود














عرفت الدنيا "سيد بلال" بعد قتله، دخل إلى التحقيق سليمًا خرج ميتًا، شكَّت فيه الجهات الأمنية أن يكون الفاعل في حادث كنيسة القديسين، فاستدعوه وحققوا معه، ولكنه لم يمكث بعد التحقيق أكثر من يوم، وذهب إلى لقاء ربه.






الشعب المصري فهم المسألة على النحو المعتاد.. سيد بلال الذي يُوصف بأنه سلفي، كان من بين ثلاثمائة سلفي آخر تم استجوابهم في غرفات التعذيب ليعترف بعضهم أنه من وراء التفجير الإرهابي ليلة رأس السنة، ولكن أحدًا منهم حتى الآن لم يعترف، ولم يتوصل جهاز الأمن إلى الفاعل.






لم يعد التعذيب أداةً مناسبة، أو تقنية متقدمة، فقد يأتي أحدهم ويعترف من شدة التعذيب، ويتحمل ذنبًا لا علاقةَ له به، ولكنه عند المحاكمة تكون جراحه قد التأمت ونسي آلام التعذيب- ولا أحد ينساها أبدًا!- يعود وينكر، ويقول إنه اعترف تحت التعذيب.






هكذا يتصرف النظام منذ حكم العسكر بلادنا عام 1952م حتى اليوم، يبحث عن فاعل- ولو لم يكن حقيقيًّا- ليتخلص من أعباء المشكلة ويستريح، لم يتغير القوم أو يُفكِّروا في أساليب حديثة تجعلهم يطرحون الفرضيات التي يعملون على أساسها بذكاء واجتهاد ومعلومات، كما يفعل خصوم العرب والمسلمين، ولكن الفرضية الأزلية لدى الأمن المصري هي الإسلام ومن ينتسب إليه، وفي الوقت ذاته تعمل ماكينة دعائية تخدم النظام والاستبداد في كل العصور، لا تكتفي باتهام أشخاص مسلمين، ولكنها تذهب بعيدًا وتتهم الإسلام نفسه وتراه سببًا رئيسًا من أسباب العنف والدماء.






بالطبع هناك فرضيات أخرى طُرحت في الأيام الماضية، وهي أن يكون الفاعل غير مسلم حرَّكه نصارى المهجر، ودعَّمه الموساد، ولكن هل يستطيع الأمن استدعاء غير مسلم في مصر المسلمة أو القبض عليه؟ الإجابة بالطبع لا؛ لأن غير المسلمين لهم "بابا" يستطيع أن يُحرِّك العالم من أجل واحدٍ من أتباعه، ويمكنه أن يُؤلِّب الدنيا كلها على النظام حتى لو كان المتهم قد اعترف بإرادته اعترافًا كاملاً بجريمته وتحدث عن طريقة تنفيذها.






والأعجب في الأمر أن صحف الطائفة والسلطة خرجت في اليوم التالي تسخر من فرضية اتهام غير مسلم بالجريمة، وترد الاتهام على مَن أطلقوه بفاصلٍ من البذاءة والتهكم، وتصفهم بأنهم مثل ركاب الـ"توك توك"، مع أنهم أساتذة أجلاء، وسياسيون فضلاء، وتخرَّج على أيديهم كثيرٌ من الطلاب والأساتذة.. ولكن ماذا نقول في وطنٍ لا يعرف حكامه غير الإسلام عدوًا وخصمًا وهدفًا للتصويب دائمًا؟.






في عهد جمال عبد الناصر كان الإسلاميون يجمعون كالعادة من غرف النوم، وكان زوار الفجر- وفقًا لمصطلح هيكل- يلقونهم في قعر مظلمة ويحاكمون أمام محاكم عسكرية، لا تقبل استئنافًا ولا نقضًا، وكان مَن يموت تحت التعذيب يُلقى في صحراء مدينة نصر، ويُكتب أمامه: "المذكور فرَّ من المعتقل".






وفي عهد السادات تم إحراق الشرائط وتكسير السجون في مشاهد تلفزيونية، تشير إلى انتهاء عهد التنصت على المواطنين ومنع سجنهم أو اعتقالهم بغير حق، فضلاً عن تعذيبهم وفقًا لمنهج الغابة!






لكن السلطة لم تكتفِ بالقبض على مجموعاتٍ تبلغ المئات، بل جمعت الألوف في ليلةٍ واحدة ووضعتهم فيما يسمَّى تحت التحفظ، بسبب كامب ديفيد، وكان التعذيب الوحشي من نصيب الإسلاميين وحدهم!






وفي العهد الحالي حدثت طفرة غير مسبوقة في بناء شيئين اثنين: السجون والكنائس، وللأسف فإن بعض المتكلمين على الشاشات التلفزيونية لم يجد غضاضةً أن يصف السجون والمعتقلات الجديدة بأنها "خمس نجوم"!!.. والمفارقة أن هذه السجون هي التي قتلت كمال السنانيري الرجل المجاهد المهذب، وخرج جلاد ليقول إنه قتل نفسه! وتسأله كيف؟ يقول إنه شنق نفسه في حوض صغير بالزنزانة التي كان معتقلاً فيها! يا مثبت العقل والدين!!






قُتل كثيرون تحت التعذيب منهم المحامي صالح حارث مدني، ثم قُتل مسعد قطب وطارق الغنام، ثم أُلقي أحد الإخوان المعوقين في دمنهور من شرفةِ منزله إلى الشارع، ولم يكن آخر المعذبين الذين قُتلوا تحت الضرب خالد سعيد، ولكن جاء سيد بلال الذي يوصف بالسلفي الملتحي، وكأن السلفية تُجيز قتله على يد الجلادين، وتسوغه لدى أجهزة الدعاية المجرمة، لقد ذهب الشاب سيد بلال الذي تجاوز الثلاثين إلى ربِّه وترك طفلاً في الثالثة من عمره وزوجة شابة ترملت في صباها ولا تدري شيئًا عن مستقبلها، ولا تعلم ماذا تقول لوليدها عندما يكبر ويسألها: كيف مات أبي؟.






واضح أن سيد بلال لو كان غير مسلم، ما جرى له ما جرى، وما تضامنت أجهزة الدعاية المأجورة لتنفي التهمة عمن قتلوه، ولما سمع الناس أن سيد بلال دُفن ليلاً دون أن يشارك الناس في جنازته كالعادة، وأُمِر أهله أن يصمتوا وإلا فإن أوامر الاعتقال وفقًا للطوارئ جاهزة، وإن "سمعوا الكلام" فإن جوائز تنتظرهم: مال ووظائف وغير ذلك!






لو كان لسيد بلال "بابا" مثل غير المسلمين فهل كان سيحدث له الموت الوحشي؟ وهل كان هذا الموت الوحشي يمرُّ بسلام، وتصمت أجهزة الدعاية المسمومة المزورة الكاذبة؟






لنفترض أن سيد بلال هو الذي ارتكب الحادث البشع، فهل يجوز لأحد أن يقتله قبل أن يقرر القضاء ذلك؟ لماذا صار المسلم رخيصًا إلى هذه الدرجة؟ ولماذا يكون رد الفعل ولولة وصراخًا إذا قام أحد أقارب الضحية المظلوم بأخذ ثأره بيده؟ ماذا لو كان القتيل شقيقًا للجلاد أو ابنًا أو قريبًا هل يوافق على استنطاقه بالسياط وإن لم ينطق قتله؟ وإلى متى يتم استباحة دماء المسلمين، وخاصةً إذا كانوا ملتحين أو سلفيين؟ ولماذا تهيج الدنيا ولا تهدأ إذا فاز مسلم متدين في الانتخابات أو حتى تقدم للترشيح؟.






نفهم أن أعداء الإسلام من الاستعماريين المتوحشين الصليبيين والغزاة النازيين اليهود، يتعاملون مع المسلمين على أنهم نفايات بشرية تجب إبادتها، وهم يقتلون الملايين ويعذبون أضعافهم في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان؛ فماذا عن حكامنا من أبناء جلدتنا الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وبعضهم يتحلى بالمسابح في يديه: هل التعذيب من مسوغات دخول الجنة؟ هل القتل بغير حق يُقرِّب إلى الله؟ ما الفارق بين الإرهابي الذي يفجر في الظلام والجلاد الذي يفترس ضحيته مجردًا من كل حيلةٍ ويسومه سوء العذاب؟ هل سيقال لنا إنه ابتلع لفافة بانجو فمات على الفور مثلما قيل عن خالد سعيد؟ هل يفعل اليهود والصليبيون مثل هذا بأبناء جلدتهم مثلما نفعل بأبناء جلدتنا؟ إن اليهودي أو الصليبي مهما كانت جريمته فإن كرامته مصانة حتى يوم إعدامه أو في خلال فترة السجن التي يقضيها.. أما نحن الذين قال لنا ربنا جل وعلا: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾ (الفتح: من الآية 29)، فقد قلبنا الآية وصرنا رحماء بأعدائنا بل ننبطح أمامهم ونسترضيهم ونغالي في التذلل إليهم.






أما أبناء جلدتنا فما أقسانا عليهم!، وما أبشعنا في التعامل معهم!، وما أكثر وحشيتنا في تقدير إنسانيتهم وكرامتهم! لماذا يا سادة؟ هل نخلع الإسلام كي نأمن على أنفسنا؟






مَن الذي سيرفع راية الاحتجاج على هذه الجريمة المعلوم فاعلها؟ هل ستقام الصلوات من أجل سيد بلال؟ هل ستتوالى الوفود من الكنائس والإبراشيات للعزاء في سيد بلال؟ هل ستلبس مذيعات التلفزيون ومذيعوه السواد من أجل هذا السلفي الملتحي؟ هل سيبادر فضيلة الإمام الأكبر ومعه المفتي وفضيلة الجنرال بالذهاب إلى منزل الضحية وتعزية أهله وأقاربه والإفتاء بحرمة التعذيب وقتل النفس بغير حق اعتمادًا على قوله تعالى: ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: 32).






هل يمكن لوطن يقتل أبناءه ولا يعاقب القتلة أن يتقدم إلى الأمام ويتطور؟ أعلم أن العبيد لا يستحقون الحياة، ولكن مَن قال إن الصمت على مثل هذه الجرائم التي تزور فيها الحقائق يمكن أن يؤدي إلى سلامٍ وأمان؟






على كلِّ حال: مَن يزرع يحصد، ومَن يزرع الشوك لا يحصد الورد، ومَن يزرع الحنظل لا يجني الياسمين، ومَن يبذر الدم لن يثمر إلا الدم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.






http://www.ikhwanonline.com/Article....7600&SecID=390










الخميس، 6 يناير 2011

كم بعت العراق رخيصا ياسيستاني

كم بعت العراق رخيصاً يا سيستاني



أمير سعيد






ليؤذن المؤذن بينكم، "أيها الملالي إنكم لخائنون".. فما أعظم من خيانة أمة تشهد الشهادتين، يسع بذمتها أدناها وهي يد على من سواها..






قبل أن يقول شيعته لا تصدقوا رامسفيلد إنه كذاب، وأن كل ما احتوته مذكرات وزير الدفاع الأمريكي الأسبق من إدانة واضحة لسلوك المرجع الأعلى للشيعة في العراق وكثير من دول العالم، هي محض اختلاقات وتخرصات من رجل يكره الإيراني السيستاني ودولته، ويبادل شيعة السيستاني بغضاً ببغض وهم يهتفون بكل جوارحهم ويصرخون بحناجرهم "الموت لأمريكا"، وعليه فإن من يوالي النبي وعترته لا يمكن أن يخون أمته ويرتمي في أحضان "الشيطان الأكبر"، وستصدر البيانات نافية بل بدأت بالفعل بالصدور؛ فإن الجدير بهم التريث قليلاً في التعاطي السلبي مع مذكرات رامسفيلد، وأن يمنحوا عقولهم فرصة لتصديق اعترافاته، لأن الرجل استطاع تغيير قناعة غدت راسخة عند معظم ساكني الإقليم، كانت تسيء بشدة إلى السيستاني باعتباره سلّم العراق للأمريكيين بلا ثمن، بينما الشهادة الأخيرة تفيد بأن الثمن كان مائتي مليون دولار نظير إصدار فتوى واحدة، ناهيكم عن فتاويه بشأن التصويت على الانتخابات البرلمانية في دوراتها المختلفة ودوره في معركة النجف وتمكنه من لعب دور رمانة الميزان بين القوى الشيعية المختلفة على كعكعة النفط وغيرها في العراق.










الثمن ليس هيناً في نطاقه الشخصي والحوزوي، والمبرر سيساق، وماذا سنفعل ما دام العراق كان مصيره الغزو شئنا أم أبينا؟! لكنه عند النظر له بمعياره الديني والأممي سيكون بخساً في صفقة أقل ما يقال عنها أنها كانت حقيرة (إذا سلمنا بشهادة رامسفيلد).


وإذا كان رامسفيلد قد أكد على سهولة الوصول إلى مقر السيستاني برغم احتجابه عن الناس لأسباب تتعلق بطقس "الستر" الذي يمنح بموجبه كبار رجال الحوزة الشيعية هالة تقديس وغموضاً يساهم في صنع الكاريزما الفريدة ويمنح البسطاء فرصتهم في إضفاء رمزية غير محسوبة لديه بما يوفر الخيال الخصب لكل صاحب وهم من تصورات، وإذا كان قد نوه إلى أحضان السيستاني وقبلاته التي يضن بمثلها على "النواصب" و"التكفيريين" و"الصداميين" و"الوهابيين" مثلما تملي عليه عقيدته؛ فإن ما نطقت به مذكرات دونالد رامسفيلد حول قدم العلاقة والوسيط الذي مثل حلقة الوصل بين "الآية العظمى" و"القوة العظمى"، هو أهم بكثير من فضيحة المائتي مليون دولار، فلقد صارت العلاقة الأمريكية/الإيرانية معروفة لكل مراقب لشؤون العراق وشجونه، ولم يعد في الأمر سر كبير، عدا حجم الصفقة وبعض تفاصيلها، و"التكييفات الفقهية" التي سمحت ببيع العراق للولايات المتحدة و"إسرائيل" بأي ثمن فضلاً عن أن يكون بخساً كهذا.






صحيح أن السيستاني وأتباعه قد حصلوا على أكثر من مجرد هذه الملايين كحكام بأمر واشنطن ولندن وتل أبيب وطهران إلا أن حجم "الهدية" يبدو هيناً بل رخيصاً إلى درجة غير متصورة في صفقة تم بموجبها التفريط في دولة فتحها الصحابة وآل البيت رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.










على أن ذلك يتضاءل في أهمية نشره مع الحديث عن البداية وعن حلقة الوصل التي قربت بين "الصديقين"، البروتستاني المحافظ معلم التوراة وواعظ الإدارة الأمريكية إبان حكم بوش، وصاحب اللقب الأثير في العراق زعيم حوزتها الصامتة، وهو وكيله في الكويت، الذي تحكي المذكرات ـ ولعلها صادقة ـ أنها قد بدأت عام 1987 أي قبل ثلاث سنوات من غزو العراق للكويت، بما يشي بأن الإدارة الأمريكية قد أولت "الحكام الإيرانيين" القادمين مستقبلاً في العراق أهمية خاصة، قبل أن تبدأ خدعة السفيرة الأمريكية، وقبل أن تفجر قنبلة حقل الرميلة، بل قبل انتهاء الحرب الإيرانية العراقية ذاتها في العام 1988، وفي الوقت الذي كانت تدعي فيه أمريكا أنها حليفة للعراق في حربه ضد إيران، بل في الوقت نفسه الذي وصف فيه رامسفيلد بأنه كان "مهندس العلاقات الأمريكية العراقية" على حد تعبير واشنطن بوست قبل ثماني سنوات.. فما الدور إذن الذي قام به السيستاني ووكيله في الكويت في هذا الوقت بالذات (إن صحت شهادة رامسفيلد)؟!






الأخطر، هو في الشق الأمريكي وبعيداً عن التلاسن المذهبي ـ إن جاز التعبير ـ، دعونا من ذكر السنة والشيعة الآن، لنعبر إلى الشق الآخر من "الفضيحة"، وهو ما يخص الأمريكيين أنفسهم، ومع تسليمنا ببراجماتيتهم غير المحدودة، ولننعش ذاكرتنا جيداً بما يواكب الترويج لأكذوبة ضرب إيران، ومنعها من امتلاك الأسلحة النووية، ومنعها من مد نفوذها في دول الجوار الخليجية، فدون النظر إلى الوكيل الكويتي، دعونا نسأل عن حجم الثقة التي توافرت لدى الأمريكيين عن "صدق نوايا الأصدقاء الإيرانيين" جعلتهم يقدمون على ذلك، وما الذي طمأن واشنطن لدفع هذه الأموال الطائلة لرجل ربما ـ أقول ربما ـ تستجاش لديه "العاطفة الدينية" فيأخذ من الأمريكيين ولا يعطيهم.. هل هي إذن لحظة عارضة مرت بها تلك العلاقات أم أنها وحدة الهدف وإدراك أمريكي واثق لمتانة العلاقة المبدئية وحتى الدينية التي يمكن التعويل عليها في ضمان تحقيق مآرب الأمريكيين؟










إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست دولة شمولية فردية تتدفق من خزائنها هذه الأموال الضخمة ـ نسبياً ـ دون رقيب أو مساءلة أو حتى ضمانة وثيقة ليجعلنا هذا نبتلع مسألة احتمال المخاطرة فيما تصنع، ولديها مؤسسات يمكنها أن تعد على رامسفيلد وفريقه أنفاسهم في حال بعثروا أموال فيدرالية لـ"عملاء ظنيين"، وهو ما يدعونا للقول، إنه لو كان رامسفيلد كاذباً فلن تعفيه الأجهزة الرقابية من المساءلة لأنه لا يتصور أنه قد كتب هزلاً في مذكراته، وهو السياسي/العسكري المخضرم، وهو ما يعني لنا تصوراً إيجابياً عن مصداقية هذه الشهادة من وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ويحفزنا للقول تأسيسا على ذلك بأنه لو وضعت كل وثائق ويكيليكس في كفة ووثيقة رامسفيلد الجديدة في كفة لطاشت الأولى بسهولة، ولو وضعت فضيحة وكيل السيستاني الأخلاقية التي دارت على كل جهاز كمبيوتر في العمارة والبصرة والنجف، والتي رمت المرجعية بثقلها من أجل لملمة آثارها لدى المخدوعين، والفضيحة الأخيرة لرجحت هذه بلا مراء... هذا كله إن صحت مذكرات رامسفيلد.. وبريمر أيضاً.. وما رأيته أعيننا في بداية الغزو وفي الجنوب تحديداً.. وإن صح ما شاهدناه بعد الغزو وحتى اليوم..






أعود إلى نفاة القصة، ليتريثوا قليلاً ويطامنوا من احتقانهم الزائد؛ فلأن يقال قبض الثمن "أشرف" مائتي مليون مرة من أن يتردد طوال السنين الماضيات أنه قد سلمه هدية بلا مقابل!!