الاثنين، 9 مايو 2011

خصخصه وزارة التربية











" خصخصة وزارة التربية والتعليم "


















د. عبدالإله العبدالكريم


















الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،، أما بعد :










فنزفّ لأهالينا في بلاد الحرمين بشرى سارّة ؛ أعلن فيها وزير التربية والتعليم – بلسان حاله – أن الوزارة ملك له ، تتبع قراراته الشخصية .










فكل قرار يتخذه بخصوص الطلاب والطالبات سيناقشه في ( منزله ) مع زوجته الكريمة ! وسيكون بإذن الله من خير الأزواج مع خير الزوجات في هذا العصر ؛ لذا فلن يخرج عن رأيها طرفة عين ولا أقل من ذلك ، فما تأمر به ( هي ) سينفذه ( هو ) حذو القذة بالقذة .










ولا عجب ! فهي ولي الأمر الذي يُطاع فلا يعصى .. كيف لا ، وقد رأينا منها اختلاطاً بالرجال – بل ومصافحة لهم !- لم يدرِ عنها ( القيم عليها = زوجها ) ، وإنْ عَلِمَ بذلك فماذا سيكون ؟ لا شيء !










لأنه لا ، ولن يغار عليها ، بل إنه لا يقدر على منعها !










أسد عليّ وفي البيت نعامة










فلما ذُكِرَتْ له هذه بعض هذه المواقف بخصوص زوجته ؛ تمعّر وجهه وانتفض انتفاضة الأسد !










هذه مقدمة لتفاصيل مأساوية محزنة ، تسوء كلّ غيور ، جرت وقائعها في الزيارة الأخيرة لوزير الغفلة ( = وزير التربية والتعليم ) من قبل ثلة من أهل العلم والغيرة ، قابلوا الوزير وتكلموا معه بكل صراحة ووضوح وأدب ، ناصحوه بكل صدق ومحبة وإخلاص ، همهم الأوحد إرضاء الله ثم السير بسفينة المجتمع إلى بر الأمان ، الممتثل بإقامة شرع الله في وزارة التربية والتعليم .










ناصحوا الوزير ، وكلموه بما قيل في الصحف عن اختلاط يجمع الطلاب بالطالبات مع وزيرهم الرشيد ! وما تضمن ذلك من صور تذكارية تجمعهم جميعاً في بوتقة وزارة التربية والتعليم.










( نعتذر للقارئ الكريم فهذه الوزارة تفتقد التربية والتعليم! ).










ثم تكلم بكلام فاجأ الجميع ! أخذتهم الدهشة والحيرة لهذه الجرأة على الدين ثم العادات والتقاليد .










قال بكل صفاقة وجرأة : الذي لا يريد الاختلاط لا يأتي !!










ولماذا الاستغراب ؟! وفيم العجب ؟! فالوزارة ملك له ، وحق شخصي له يتصرف فيها بما يشاء .. واللي مهو عاجبه يشرب من ماء البحر .










سامحكم الله يا علماءنا ، هداكم الله يا غيورون ..










فيم الإنكار على ملك الإنسان الشخصي ؟










أما تعلمتم بأنه لا يجوز التدخل في ملك الآخرين ؟!










هو الوزير ويملك وزارة التربية والتعليم ! فبأي حقّ تنكرون عليه التصرف في ملْكه ؟










أتظنون أنكم شركاء له في وزارة ترعى بناتكم وأعراضكم ؟! لا .. وألف لا .










خطأ الوزير أنه لم يخبركم بذلك قبل اللقاء .










وها هو الآن يخبركم : الذي لايريد الاختلاط لا يأتي .










فنرجو منكم يا علماءنا أن تتركوا الوزير يتصرف بالوزارة بما يحلو له .










وإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تتدخلوا في عمله ، فهو للوزارة كفؤ ، بل إنه الرجل المناسب في المكان المناسب .










(الله يصرف عنك العين يا وزيرنا – أظن أن البلاد العربية ستحسدنا عليك ).










يا علماءنا:










منذ اليوم – وبعد هذا الكلام الرصين من الوزير الأمين! – ليس لكم حق الاعتراض عليه في قراراته ، بل اتهموا آراءكم واعرضوها على رأيه الرشيد ، فما وافق عليه فاحمدوا ربكم ، وما خالفه فاستسمحوه عذراً ؛ لأنه بصراحة :










( مافي بهالبلد غير هالولد ).










ليس لكم حق أن تعترضوا على الوزير حتى ولو خلط الطلاب بالطالبات .










ليس لكم حق أن تعترضوا عليه حتى ولو جعلهم في مقعد دراسي واحد ، فأنتم متشددون متخلفون ، ليس لكم من التطور والحضارة والتقدم نصيب !










ليس لكم حق أن تعترضوا عليه حتى ولو عبث بالأعراض ؛ حيث إن وزير الغفلة – أعمى البصيرة - يرى ما لا ترون .










يا مشائخنا إلى متى وأنتم تواصلون الإنكار على حكيم التربية والتعليم ، صاحب القرارات الحكيمة ، والآراء السديدة ، والأوامر الرشيدة ؟










أما ترون أنه تغير – للأحسن - ، فأصبح يوقع بقلم أصفر اللون بعد أن كان أحمر ؟!










وأنتم لا ترون فيه سوى الجانب السوداوي المظلم ؟










أما يكفيكم تطور وتقدم ورقي بالعملية التربوية ، والتي شهد المجتمعُ كلُّه بنجاحها !!










يقول الله جل وعلا : ( إن خير من استأجرت القوي الأمين )










وأنا أشهد الله على أنه قوي في الإفساد ، أمين على الاختلاط ؛ ولو انتُهكت الأعراض .










يا علماءنا :










أعدوا أنفسكم لجولات وجولات ، تزورون بها بقية الوزارات ، التي ستعلن خصخصتها كــ ( وزارة العمل ) و ( وزارة الإعلام ) و ( هيئة السياحة ) .










واللي مهو عاجبه لا يأتي










اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر .










اللهم أبرم لنا وزراء أقوياء في دينك أمناء على الأعراض ، يصون أحدُهم أعراضَنا كعرضه ، وحرماتَنا كحرماته .










ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .










وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 







وكتبه الدكتور / عبدالإله العبدالكريم ( أستاذ جامعي سابق ).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق