عبد الرحمن بن حمد التميمي
على مر التاريخ الشيعي، يعيش الكثير من أبناء هذه الحركة (وهْم) المظلومية، والتهميش، ويخدعون أنفسهم ويضللون البسطاء من المجتمع والسذّج من أعضاء المنظمات الحقوقية بإدعائهم أنهم مضطهدون، وأن حقوقهم مسلوبة، وأنهم يعانون من التمييز والإقصاء.. يبدأون بالهجوم على الآخرين ويرتفع صوتهم بالعويل والبكاء قبل أن يبدأ الطرف الآخر بالرد أو الدفاع عن نفسه، ويزداد النواح والعويل حدة عند يتم الرد أو حتى التوضيح!!، ويتناسون أنهم من بدأ بالهجوم، وأنهم هم اللذين جنوا على أنفسهم، فتراهم يطلقون على أهل السنّة مصطلح النواصب، ويتباكون عندما يدعون بالرافضة!! وهاهم في مملكة البحرين والكل يعلم ماذا فعلوا.. فالشعارات سلمية سلمية والحقيقة أنها دموية دموية، فكم من الأرواح أزهقت، وكم من المصالح عطلت، وكم من الأسر الآمنة روعت، وبعدما رفضت الحركة الشيعية كل دعوات الحوار المتكررة من الحكومة البحرينية ولم تجدي جميع التنازلات الحكومية ولم يتبقى سوى الحسم بالقوة، رأينا كيف تبدل الحال وتغيرت نبرة التهديد إلى نبرة العويل، متناسين أن ذلك بسبب تعنتهم ومتجاهلين أنهم لازالوا حتى الآن يعاملون بعدل ودبلوماسية، ولا زال طريق العودة لهم مفتوح..والحقيقة أنه مهما قدّم للشيعة من تنازلات فإن مسلسل البكاء وإدعاء المظلومية سيستمر إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، لأن هذا الصراخ والعويل هو من صميم العقيدة والطقوس الشيعية، فحركة التشيع تعمل أساسا على الشحن العاطفي والنفسي لتجييش وتطويع الأتباع، ومن يتأمل الخطاب الشيعي يجده بكل وضوح قائما على العاطفة وتغييب العقل، وهذه (العقدة) للأسف تزرع باكرا في عقول أطفال الشيعة، فتراهم يلطمون وينوحون ويبكون قبل أن يحفظوا آية من كتاب الله عز وجل وقبل أن يتعلموا القراءة والكتابة، لذا تقول الأستاذة سميرة رجب الكاتبة البحرينية وعضو مجلس الشورى البحريني: "الشعور بالظلم عاطفة ملازمة للشيعة وهي نتاج تربوي يصعب أن يتخلص منه الشيعة حتى لو تمكنوا من الحصول على جميع مطالبهم"، وما المجالس والشعائر الحسينية التي يتلذذون بها إلا تركيز وتثبيت لهذا (العقدة) في عقول وقلوب الأتباع، لأنها أحد أهم متطلبات استمرار هذه الحركة.والمتطلب الآخر لاستمرار هذه الحركة هو وجود من يتحمل وزر هذه الأوهام والخزعبلات، لذا فقد ألصقت التهم زورا وبهتانا بأهل السنة، وهي عادة قديمة جديدة، لكي يبررون لعوامهم الكثير من الأخطاء والمتناقضات والانتكاسات التي تحصل لهم في الدين والحياة، فأصبح أهل السنّة شماعة للحركة الشيعية يعلقون عليها أخطائهم وفشلهم، يقول الخميني الهالك في إحدى خزعبلاته: " ...وبذلك فان ما حصل للمسلمين إلى الآن هو من آثار يوم السقيفة"، إذا فالحركة الشيعية حركة طفيلية لا تستطيع العيش من دون جسم تقتات عليه.وقد نجح الفرس في استثمار هذه الحركة، فحولوها إلى حركة دينية تستثمر عند الطلب للمصلحة السياسية، وأضافوا عليها عقيدة ولاية الفقيه التي تميزهم عن بقية الدول، والتي يرونها حسب عقيدتهم دول غير شرعية، ويرون أن حكّامها طواغيت، فكان من ثمار هذه العقيدة للكثير من أبناء الحركة الشيعية فقدان الولاء والطاعة لدولهم، وأصبح بعضهم للأسف طابورا خامسا، فوجد فيهم العدو ضالته، وحقق الكثير من أهدافه بواسطتهم، وأصبحوا بفضل عقيدة التقية مصدرا لاختلاق المشاكل والفتن، وترتيب المؤامرات، والأحداث الراهنة خير برهان.وحال أبناء الحركة الشيعية في المملكة العربية السعودية قد لا يختلف عن بقية دول الخليج، فلا يمارس ضدهم أي نوع من أنواع التمييز، ويعاملون كبقية المواطنين، فهاهم في البحرين لا يتجاوزن 52% من السكان ومع ذلك يستحوذون على ما يقارب 80% من الوظائف والمناصب القيادية، وفي الكويت لا يخفى تأثيرهم على صنّاع القرار، خصوصا بعد أحداث قرار مشاركة الكويت مع قوات درع الجزيرة، أما في المملكة العربية السعودية فهم يعاملون بالمزيد من الدلال الحكومي، ولو نظرنا إلى ما يعانيه أبناء الحركة الشيعية في المملكة لوجدناه نفس ما يعانيه بقية المجتمع السعودي من بطالة وسوء الخدمات واستمرار مسئولين فاشلين في مناصبهم وغير ذلك، لكن الحقيقة الواضحة للعيان أن الدولة هداها الله تجامل أبناء هذه الحركة كثيرا، بل وعلى حساب أهل السنّة في بعض الأحيان، حتى أن الدكتور الفاضل محمد الهرفي وفقه الله كتب مقالا بعنوان: "ليتني كنت شيعيا" مشيرا إلى مميزات يحصل عليها أبناء الحركة الشيعية دون سواهم من المجتمع، وقد سبق الإشارة في مقال سابق عن بعض المميزات التالية والتي يتفرد بها أبناء الحركة الشيعية في المملكة، فنجد في المناطق الشيعية أن معظم الفعاليات الدينية والثقافية تقام بدون الرجوع للجهات المختصة، ويتم التغاضي عن تداول المواد الإعلامية غير المفسوحة، وعن جمع التبرعات، ولم يتم إغلاق أي موقع أو قناة تابعة للحركة الشيعية بحجة "حصر الفتوى" كما حصل للكثير من مواقع وقنوات أهل السنّة، بل ويكفي أن تميز الدولة الإسلامية كالمملكة العربية السعودية مواطنيها من الشيعة بأن تتغاضى عنهم ولا تعاقبهم على المعتقدات التي تهين معتقدات المسلمين، وتتجاوز عن التعبد بما يخالف جمهور الثوابت عند علماء المسلمين، كما نلاحظ أيضا أن الجهات الأمنية تحاول قدر الإمكان التغاضي واحتواء التصرفات ألا أخلاقية وألا نظامية عند الخروج المستمر إلى الآن لبعض أبناء الحركة الشيعية كالقطعان وطوابير البط رافعين صور ملالي طهران الذين يقول أحد الشيعة الحقوقيين أنه يفخر برفع صورهم وتعليقها في منازلهم "فهم علماؤنا ونحن نحبهم" حسب تعبيره!!.وللمزيد من التوضيح، فإن مشكلة الفقر تعاني منها شريحة كبيرة من المجتمع السعودي للأسف، ولكن ما يعانيه أبناء الحركة الشيعية ليس بسبب الدولة أو بسبب الحقوق المسلوبة فقط كما يدعون، إنما هو في الحقيقة بسبب المعممين اللذين يستغلون العوام البسطاء ويأخذون أموالهم بالباطل بحجة "الخُمس"، والذي يقول نفس الناشط السابق أن لهم الحق بصرفه داخل أو خارج المملكة!!، وهذا يفسر بوضوح المبالغ المالية التي تحول من المملكة العربية السعودية إلى الحركات الشيعية في الخارج، وكل هذا على حساب الوطن وعوام الشيعة المغلوبين.ومع كل هذه الحقوق التي حصل ويحصل عليها أبناء الحركة الشيعية في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، فإنهم لا يزالون يملأون الدنيا ضجيجا بحقوقهم المسلوبة، حتى أنهم استوفوا كامل حقوقهم وبدأوا في سلب حقوق الآخرين، عاملين بمقولة "خذ وطالب"، فهم يبتزون الحكومات بتباكيهم، وباتصالات المشبوهة بالجهات الخارجية، ومن يطلع على مواقع المنظمات الحقوقية يجد أسمائهم وخطاباتهم والشكر المقدم لهم من أعضاء هذه المنظمات نظير تزوديهم بالمعلومات "وهي المعلومات المغلوطة والمتجنية بحق الوطن وأهله"، وهذا ما يفسر وقوف بعض هذه المنظمات الحقوقية المشبوهة مع الشيعة ضد دولهم، كما حصل من تغاضي هذه المنظمات عن إرهاب المعتصمين الشيعة في البحرين واستخدامهم للسلاح الأبيض والسيوف وترويع المواطنين الآمنين ومحاولة شل البلد، وبالمقابل إدانة الحكومة البحرينية عندما أرادت فرض النظام وحماية أمنها ومواطنيها!!.للأسف دعاوي التمييز والمظلومية المزعومة مهيأة يوما ما لاستخدامها سلاحا في تبرير أي تمرد على النظام كما حدث في مملكة البحرين، لذلك أتباع الحركة الشيعية بتصرفاتهم غير المقبولة يجبرون الجميع على عدم الثقة بهم، فالواقع المشهود أنهم في كل مرة يشعرون بأن الحكومة مشغولة أو ضعيفة يتمردون أو يثورون، وإن أصابهم شي بعد ذلك أصروا أنه ظلم وتمييز وليس عقابا لهم على خيانتهم وخروجهم على النظام، وصدق الله العظيم بقوله: (ومن يهن الله فما له من مكرم).عبد الرحمن بن حمد التميميAbdullrahman5@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق