الخميس، 17 مارس 2011

وظيفة خوى



وظيفة بمسمى "خَوي"بقلم / ليلى الشهرانى

تعود تفاصيل معرفتي بكلمة "خَوي" في المرحلة الابتدائية أي في مرحلة


مبكرة جداً من حياتي , وإن كانت هذه الكلمة معروفة عند المقربين مني لكنه


لم يأتي ذكرها إلا مره من المرات في إحدى المناقشات الطفولية .كنت أدرس في إحدى المدارس الحكومية في المنطقة الوسطى , وكان في مدرستنا طالبة عليها آثار الخير والنعمة والثراء "اللهم لاحسد" , وكنا نعتقد أنها ممن يربطهم نسب أو قرابة من بعيد بالأسرة الحاكمة لأنها تجد معاملة خاصة من المعلمات والطالبات , ولديها سائقها الخاص , وليست مثلنا محشورة في باص يحمل بنات الحي كاملاً .وحولها حاشية من الطالبات المنتفعات اللآتي يتحلقن حولها كتحلق الفراشات على المصابيح , فهذه تتكرم عليها بعلكة وأخرى بكيسة بطاطس , وتلك بعلبة عصير , والمقربة منها تشاركها النقود والشباصات والدفاتر الملونة.إلى أن انتقلت لمدرستنا إحدى الطالبات البسيطات والمهذبات , والتي نقلت لنا خبر المفاجأة بأن هذه الطالبة التي كانوا يلقبونها بـ"الأميرة وفاء" لم تكن إلا أبنة عمها شقيق والدها , وأنها لا تجمعهم بالأسرة لا قرابة ولا نسب .ولكنها أرزاق يقسمها الله بين العباد , فصديقتنا البسيطة ابنة طبيب سعودي قدمت للتو من الخارج بعد أن قضى والدها فترة في الخارج لإكمال دراسته , بينما عمها لم يحصل حتى على شهادة الابتدائي , ولكنه وجد له وظيفة بمسمى "خوي" في أحد القصور , سألتها عن العمل الذي يعمله الخوي في القصر وما هي المؤهلات العلمية التي يجب أن يحصل عليها والشهادات التي يحملها؟فكانت الإجابة لا شيء! فعمها ووالدها من أسرة بسيطة جداً حتى أن والدها وقتها يسكن في بيت إيجار . وأنتقل عمها من مدينتهم القريبة من الرياض ليتوسط بأحد معارفه فيجد له هذه الوظيفة المغرية , وظيفة جعلت من العم البسيط الأمي نوعاً ما في ظرف سنوات بسيطة صاحب قصر وسيارة وخدم ورصيد .دارت السنوات ووجدت الوظيفة أمامي مره أخرى ولكنها بشكل أكبر وأوسع فقل أن تجد أميراً بلا أخويا .هذه هي الوظائف التي تؤمن السكن والأرصدة وتقضي الديون والتقديم عليها لا يحتاج شهادة ولا خبرة خمس سنين .






.


.


.



















--


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق